"99"
د. أحمد رشدي
كاتب وباحث
في 11 من شهر
أذار من هذا العام سيكون عمر العراق الحديث 99 سنة، ذلك أن هذا التاريخ مرتبط
بدخول القوات البريطانية بغداد في عام 1917 و أنهاء السيطرة العثمانية على عاصمة
الخلافة العربية العباسية و من هنا تبدأ حكاية العراق .
ولا يخفى على
بال أحد أن العراق مر بفترتين رئيسيتين في شكل نظام الحكم : الملكي والجمهوري وكلا
الفترتين يمكن تعريفهما بمصطلح واحد شامل جامع: "الاضطراب". هذا المصطلح
مرتبط و بشكل وثيق مع تأريخ الدولة العراقية الحديثة فهو تاريخ لاستراتيجيات
التعاون و التدمير و المقاومة التي تبناها مختلف العراقيين في محاولة للتوصل الى
إتفاق مع القوة التي مثلتها الدولة كما وضحه ريتشارد تريب في مقدمة كتابه "
صفحات من تأريخ العراق" .
لن أناقش في
الاسطر التالية ماذا و كيف و لماذا حدث الذي حدث في العراق خلال ال 99 سنة الماضية
و أنما ماهي الدروس التي منها نستطيع أن نجعل من كلمة "التعاون" فقط في
جمل ريتشارد تريب التعريفية حول تأريخ العراق لأتفاق العراقيين مع الدولة و التي
من الممكن أختصارها بثلاثة محاور رئيسية :
الاول -
الشراكة المصيرية
الثاني –
المنهج الواعي
الثالث –
الهدف المشترك النهائي
و قد يكون
الامل في تطبيق هذه المحاور في العراق أكبر خلال هذه الايام بسبب أقتناع الجميع
بضرورة أن يدخل العراق عمر ال 100 عام وهو قادر على أمتلاك هيكل داخلي قوي ولعل
الحراك السياسي خلال هذه الايام ناتج من ذلك و قد يبقى هذا الحراك قائما و بشكل
مضطرد خلال 2016 للوصول الى 2017 و العراق يبدأ قرنه القادم متعافيا و قويا و ذا
بنية أجتماعية صلبة.