د.
ادريس العيساوي
أكاديمي
وباحث
المتابع
للخطاب السني الرسمي في العراق سواء الديني او السياسي بعد احتلال العراق والى
الان يجد اشكالا كبيرا في الرؤية ، وقصورا واضحا في الوسائل والاساليب، وخللا جليا
في تحديد الاهداف المرحلية، وتجاهلا للاولويات، والتي من اهمها المحافظة على
الهوية السنية في زحمة التخندق الحاصلة وراء الهويات في عالم التجزأة المقننة،
اضافة الى الخلافات الكبيرة بين الواجهات السنية المتصدرة للمشهد، والذي
انعكس بدوره سلبا على طريقة الخطاب، وآلياته، وانجر تبعا على على جمهورنا، فعاش
حالة من الارباك، والحيرة، والدهشة، افقدته القدرة على تحديد واجبات المرحلة
الجديدة، ورسم اهدافها ، ومعرفة حيثياتها؛ مما دفع بعض الجهات المحلية، والخارجية
التفطن لهذه الاشكالية ، واستثمار هذه الهوة فعمقت الخلاف، ولعبت على اوتار
التناقضات، واذكت النار في بعض المسائل القديمة، وضخمت بعض الواجهات التي ليس لها
حضور في الوسط السني مستخدمة مختلف الوسائل من اجل تعميق الانفصام في هذا الخطاب ،
واساليبة لما له من اثر سيئ وتداعيات خطرة على مستقبل الهوية في ظل( صراع
الهويات)....
هذه الاشكالية على طيلة عقد ونيف من الزمن ولدت نفورا لدى الاوساط الجماهيرية من جميع الخطابات الرسمية بسبب ما يرونه من ازدواجية تارة ، وما تحمله من طابع المجاملة على حساب الثوابت تارة اخرى، واعراضا عن الرموز الدينية، والسياسية، وانفصاما في التعاطي مع المسائل الحساسة، والمهمة في ظل التغيرات الجوهرية، وتمييعا للقضايا المفصلية، ولعل من اسباب هذا التردي في طريقة التعامل مع التصريحات الرسمية : الخوف من ان تتهم هذه الجهة او تلك بتفتيت الدعائم الوطنية مع ان جميع الشركاء في هذا الوطن لا يخفون في جميع المناسبات الخاصة؛ وحتى الوطنية منها بهويتهم، ومذهبهم وقوميتهم، فتجدهم في كل المحافل وفي مختلف القضايا يؤطرون ذلك بالهوية او المذهب، وفي الحقيقة لا يوجد ثمة تعارض بين التركيز على الهوية الخاصة مع الحفاظ على المشتركات الوطنية .
ومن اسباب التردي ايضا :غياب المشروع المتفق عليه مما نتج عنه تعدد المشاريع المتعاكسة ولكل خطابه وتصريحه، اضافة الى الضعف الواضح في توقيتات الخطاب وصياغاته، وعدم وجود مجسات التعذية الراجعة ، وانعكاساتها السلبية، والايجابية سواء للفئة المستهدفة او الجهات الاخرى ...
لذا
ينبغي التفكير بجدية ، والعمل الدؤوب للخروج من هزالة ،وضعف ، وعفوية هذا الخطاب
في المرحلة القادمة من اجل تشكيل وصياغة القضايا الرئيسية في نفوس جماهيرنا للخروج
من حالة الشتات، والضياع ، والتخبط التي افقدتنا حضورنا، وتاثيرنا في الداخل
والخارج...
ومن الامور التي قد تساعد في بلورة خطاب متكامل يحمل في طياته جملة الرسائل ، والاهداف المراد توصيلها بكل وضوح محليا وعالميا:
١. الاتفاق على الاطر الجامعة للهوية ، والتركيز عليها في جمبع القنوات الاعلامية ، ووسائل الاتصال.
ومن الامور التي قد تساعد في بلورة خطاب متكامل يحمل في طياته جملة الرسائل ، والاهداف المراد توصيلها بكل وضوح محليا وعالميا:
١. الاتفاق على الاطر الجامعة للهوية ، والتركيز عليها في جمبع القنوات الاعلامية ، ووسائل الاتصال.
٢.
التركيز على المشتركات الوطنية، والنسيج المجتمعي على مبدأ الحقوق والواجبات.
٣. توحيد الخطاب تجاه المسائل المتشعبة عالميا، فلا ينبغي ايصال رسائل سلبية . فمثلا فيما يتعلق بالارهاب لابد من خطاب واضح وصريح يدين جميع اعمال العنف التي تستهدف المدنيين ايا كان شكل ودين وجنس هذا الارهاب.
٣. توحيد الخطاب تجاه المسائل المتشعبة عالميا، فلا ينبغي ايصال رسائل سلبية . فمثلا فيما يتعلق بالارهاب لابد من خطاب واضح وصريح يدين جميع اعمال العنف التي تستهدف المدنيين ايا كان شكل ودين وجنس هذا الارهاب.
4.
ينبغي ان يكون مضمون ومحتوى الخطاب وحدة متكاملة في جميع المناسبات، وفي مختلف
المحافل.
5.
التعاطي مع الازمات ، بطريقة موضوعية ، وعدم الانجرار الى ردات الفعل.
6.
تدريب وتطوير الرموز التي تتعامل مع الاعلام بمختلف مسمياته، وتوجهاته.
بهذه الامور وغيرها نستطيع ان نتلمس خطابا هادفا يعيد ترتيب الاوراق الجامعة للهوية السنية في ظل التحديات الكبيرة في عالم لا يتعامل الا بموازين التكتلات المنسجمة ، والمتراصة خلف منظومة قيمية بادارة موحدة غير مفرقة، اما اذا لم نغير طريقة تعاطينا مع قضايانا المصيرية داخليا وخارجيا فنحن امام مزيد من التشظي السني على جميع المستويات.
بهذه الامور وغيرها نستطيع ان نتلمس خطابا هادفا يعيد ترتيب الاوراق الجامعة للهوية السنية في ظل التحديات الكبيرة في عالم لا يتعامل الا بموازين التكتلات المنسجمة ، والمتراصة خلف منظومة قيمية بادارة موحدة غير مفرقة، اما اذا لم نغير طريقة تعاطينا مع قضايانا المصيرية داخليا وخارجيا فنحن امام مزيد من التشظي السني على جميع المستويات.