رضا
الحديثي
كاتب
وباحث
يقول
من خلقنا وهو اعلم منا بنا وبواقعنا وبما يصلح لنا ويصلحنا ( إنَّ هذا القرآن يهدي
للتي هيَ أقوَم ) ، ويقول سيد معلّقا على هذه الاية " :فمن
شاء أنْ يقول: إنَّ البشريَّة في طورٍ من أطوارها لا تجد في هذا الكتاب حاجتها
فلْيقل، ولكنْ فليقل معه: إنَّه -والعياذ بالله- كافرٌ بهذا
الدين، مكذِّبٌ بقول ربِّ العالمين "
فهل في القرآن دلالة على
الطريق ؟
وهل
فيه الهداية للسير في منهجية ربانية في شؤون حياتنا ؟
وهل
فيه تصور لا يتيه معه الساسة ، ولا يحار العقلاء ؟
ونقولها
بإيمان ويقين أن إلايمان بالقرآن كتابا منزلا
يقتضي قطعا ايماننا انه هو كتاب
الهداية التي تشمل كل شؤون حياتنا سواءً في جانبها السياسي او الاجتماعي او
التنموي او غيره .و ضابط الشُّمولية التي يتحث عنها القرآن هو كلمة
"شيء"، كما في قوله تعالى: ( تبياناً لكلِّ شيء ).
وقوله:
)وكلَّ
شيءٍ فصَّلناه تفصيلاً(
.
وقوله: )ما
فرَّطنا في الكتاب من شيء( .
أيْ
أنَّ كلَّ شيءٍ يحتاج إليه الناس لأجل هدايتهم في الدنيا والآخرة والتزامهم حبل
الله وإقامتهم لمنهجه لا شكَّ أنهم يجدونه في القرآن الكريم من غير مِرية، إمَّا
صراحة، وإمَّا دلالةً، فَهِم ذلك من فهم وعمِهَ من عَمِه .
ولذلك فإن آيات
القرآن تحتوي على قواعد في تفاصيل المنهجية الحركية لكل جوانب المشروع الاسلامي ،
وهذه القواعد تترك المكلَّف يعمل ضمن محددات تضبط له رسم الاستراتيجيات والمنهجيات
، وتترك
له الإبداع في ساحة الأدوات والوسائل . لذلك فإننا نحن
امام محددات تفصيلية , واستراتيجيات
ومنهجيات تفصيلية ، مع ادوات
واحداث متجددة.
ومن
تدبر القرآن فسيمكنه الوقوف على امثلة من القرآن كثيرة ، كان الخالق عز وجل يضع
لنا فيها منهجيات واستراتيجيات تفصيلية وضوابط في ادق الامور ، وما
نحتاجه هو الاجتهاد والاستنباط بدل اتهام القرآن بالقصور عن بلوغ الهداية (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر
منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) .
ولهذا فالقرآن منهجية حركية متكاملة، في كل سورة منه وفي
كل جانب للحياة نجد منظومة متكاملة تقينا الزيغ والتيه والضلال ، وقد آن لنا ان نستخرجها لتكون الهداية ، وان نحقق
( منهاج النبوة ) في انفسنا وفي حركتنا ، لنستحق وعد الله بالخلافة على ( منهاج
النبوة ) .