د.ادريس العيساوي
اكاديمي وباحث
مما لا يخفى
على احد ان الشباب عماد الامة ونهضتها، وقلبها النابض ، وروحها السارية ، وايديها
العاملة ، وديمومتها الباقية ، قامت على اكتافهم كل ثورات التحرر ، والاصلاح
، والتغيير ، والتجديد في القديم ، والحاضر ، في الشرق والغرب ...فما من حضارة
ازدهرت او امة ارتفعت ، وعلت الا وكانوا روادها وصناعها ، وسببا في رقيها وتطورها
وازدهارها...
لذا ادرك النبي صلى الله عليه وسلم
ما لشريحة الشباب من دور مهم ، وفاعل في صناعة الاحداث ، وقيادة المجتمعات ،
واحداث التحولات فاهتم بهم تربية ، وتوجيها ، واعدادا منذ اللحظات الاولى للدعوة
الاسلامية ، وأوكل اليهم اصعب المهام، واخطرها حراجة في تاريخ الدعوات،حيث اختار
مصعب بن عمير (رضي لله عنه) وهو شاب ليرسله الى يثرب يدعوهم الى الاسلام
،وكانت يومها بيئة معقدة غاية في التعقيد : فيها قبائل متناحرة من اوس وخزرج غارت
فيهم القبلية الى الاعماق، وفيها يهود اصحاب كتاب ؛ فاستطاع مصعب تغيير موازين
الفهم والتفكير في النظرة الى الغيب والشهادة ، والدنيا والاخرة في هذا المجتمع
المركب في اشكالاته في بضع شهور ، والمتتبع للسيرة النبوية يجدها مليئه
بالنماذج الشبابية الذين قامت على كاهلهم اعباء الامانة وتكاليفها،فقد
أولاهم النبي صلى الله عليه وسلم العناية ، والرعاية معنويا وماديا. ووظفهم احسن
توظيف بما يتناسب ، وقدراتهم حتى صنع منهم قادة عظاما ملؤا الدنيا بعدلهم وحلمهم ،
وعلمهم ،
ورصعوا صفحات التاريخ بانجازاتهم وابتكاراتهم ، وتضحياتهم ، وطوفوا الخافقين شرقا وغربا ، ففتح الله بهم قلوبا غلفا ، وأذانا صما ، وعيونا عميا، واستمر اهتمام الامة بالشباب جيلا بعد جيل تنهل من عطائهم ، وتفخر بانجازاتهم الى زمن ليس ببعيد...
ورصعوا صفحات التاريخ بانجازاتهم وابتكاراتهم ، وتضحياتهم ، وطوفوا الخافقين شرقا وغربا ، ففتح الله بهم قلوبا غلفا ، وأذانا صما ، وعيونا عميا، واستمر اهتمام الامة بالشباب جيلا بعد جيل تنهل من عطائهم ، وتفخر بانجازاتهم الى زمن ليس ببعيد...
الا ان الاهتمام بهذه الفئة ضعف
بعد مرحلة الاحتلال الحسي والمعنوي في القرن الماضي بسبب:
1. غياب الخلافة الاسلامية ، الام الحاضنة لابنائها مما جعل الشباب يفقد مركزية التحريك، ودافعية العمل، ووحدة الشعور ، وروح الابداع.
2. عمليات التغريب الفكري ، والاجتماعي ، والسياسي ، والاقتصادي التي مورست على طيلة الفترة الماضية والى يومنا هذا مما اثر سلبا على تصورات ، وسلوكيات شباب الامة.
3. الحكام الذين خلفهم الاحتلال على مقدرات الامة، وشعوبها ، حيث لم يقيموا وزنا للشباب ، وطموحاتهم ، وتطلعاتهم في التحرر، والرقي والتقدم.
4. الفرقة ، والخلاف بين ابناء الامة ، والانشغال بالامور الجانبية التي استنزفت طاقات الشباب وامكاناتهم في قضايا جدلية اضرت بالامة ،وقتلت فيها روح الالفة والمودة.
5. ادعياء العلم الذين ساعدوا من حيث لا يشعرون في اقصاء الشباب المتدين من مسرح الحياة العلمية بدعوى التنسك والزهد.
6.هجرة اصحاب العقول ، بسبب المضايقات الامنية ، وحالة عدم الاستقرار.
7. ضعف دور الجامعات العربية ، والاسلامية في تخريح الشباب الكفؤ والمتوازن.
8. غياب مراكز الابحاث والدراسات المستقلة ، التي تحتضن ابداعات الشباب ، وافكارهم ...هذه الاسباب وغيرها دفعت شباب الامة الى ترك مسرح التنافس العلمي في مختلف المجالات ، اضافة الى فقدان الاعتزاز بهوية الامة وحضارتها ،وتقاليدها ، ورموزها ، وظهور جيل من الشباب بين الافراط ، والتفريط بسبب حالة الهوان والضعف التي اعترت جسد الامة الذي انهكته (حالة اللاوعي) ،وفقدان المناعة تجاه الافكار الوافدة الى مجتمعاتنا....
فواقع شبابنا اليوم غير مرض البتة ، وبعيد كل البعد عن طموحات وتطلعات الامة في ارتقاء سلم الحضارة، ومنصة الصدارة ، في جميع الاختصاصات ، وعلى كافة الاصعدة ، والمستويات ، فالناظر الى مستوى الشباب الجامعي الذي يفترض ان يجسد الحالة المثالية للمجتمع يصاب بالصدمة لهزالة اهدافهم ، وغريب اطوارهم...
ومع هذا الواقع المرير نتلمس الامل من خلال وجود ثلة مباركة من شباب الامة قفزت على المناطقية الضيقة ، وكسرت حالة الركود ، وتجاوزت الحدود ،وبثت الروح من جديد بقبلة حياة انفاسها من عبق الماضي لينهضوا بالامة من خلال بداية خط الشروع ، ليعيدوا لها عزها المفقود....فاذا اردنا لشباب الامة ان يصل الى مستوى الطموح الذي يليق بحضارتنا ، لابد من التركيز في تربيتهم ، واعدادهم على المنهجية الاتية:
١. غرس العقيدة الصافية النقية في نفوسهم ، واحياء الجوانب الايمانية التي تجعلهم يصمدون امام فتن الحياة ،ومغرياتها، ومحنها ، وابتلاءاتها اضافة الى ان العقيدة تدفعهم لتحقيق مبدأ الاستخلاف في الارض، والمتأمل في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يجدها قد اعطت الاولوية لهذا الجانب.
٢. تربيتهم على الاعتدال ، والتوازن في الامور الدينية ، والدنيوية ، بعيدا عن الغلو والتنطع، والتطرف.
٣. تربيتهم على الحوار ،والنقاش ، والاقنناع ، لان شباب اليوم يحتاج بسبب الانفتاح ، وكثرة الشبه الى المحاججة العقلية ، والدليل الحسي ، وتقريب الصورة ، استعارة المثال ، وضرب القصة ،والتذكير بالمسلمات.
٤. التركيز على اكتشاف الطاقات الشبابية مبكرا في جميع الاختصاصات، والعمل على تنميتها ، واستثمارها.
٥. بث فيهم روح المنافسة ، والعطاء من خلال التشجيع ، والثناء على المتفوقين، والمتميزين.
٦. العمل على ازالة الحواجز بين المربين والشباب من اجل الوقوف عن قرب
على همومهم ومشاكلهم .
بهذه المنهجية ، وغيرها نستطيع ان نرفع من تطلعات شباب الامة ، والخروج من الواقع المظلم السوداوي الذي خيم على الامة بجميع فئاتها ،ومختلف تشكيلاتها لنصل بها الى مصاف الامم المتقدمة ، بسواعد ، وعقول ابنائها.
1. غياب الخلافة الاسلامية ، الام الحاضنة لابنائها مما جعل الشباب يفقد مركزية التحريك، ودافعية العمل، ووحدة الشعور ، وروح الابداع.
2. عمليات التغريب الفكري ، والاجتماعي ، والسياسي ، والاقتصادي التي مورست على طيلة الفترة الماضية والى يومنا هذا مما اثر سلبا على تصورات ، وسلوكيات شباب الامة.
3. الحكام الذين خلفهم الاحتلال على مقدرات الامة، وشعوبها ، حيث لم يقيموا وزنا للشباب ، وطموحاتهم ، وتطلعاتهم في التحرر، والرقي والتقدم.
4. الفرقة ، والخلاف بين ابناء الامة ، والانشغال بالامور الجانبية التي استنزفت طاقات الشباب وامكاناتهم في قضايا جدلية اضرت بالامة ،وقتلت فيها روح الالفة والمودة.
5. ادعياء العلم الذين ساعدوا من حيث لا يشعرون في اقصاء الشباب المتدين من مسرح الحياة العلمية بدعوى التنسك والزهد.
6.هجرة اصحاب العقول ، بسبب المضايقات الامنية ، وحالة عدم الاستقرار.
7. ضعف دور الجامعات العربية ، والاسلامية في تخريح الشباب الكفؤ والمتوازن.
8. غياب مراكز الابحاث والدراسات المستقلة ، التي تحتضن ابداعات الشباب ، وافكارهم ...هذه الاسباب وغيرها دفعت شباب الامة الى ترك مسرح التنافس العلمي في مختلف المجالات ، اضافة الى فقدان الاعتزاز بهوية الامة وحضارتها ،وتقاليدها ، ورموزها ، وظهور جيل من الشباب بين الافراط ، والتفريط بسبب حالة الهوان والضعف التي اعترت جسد الامة الذي انهكته (حالة اللاوعي) ،وفقدان المناعة تجاه الافكار الوافدة الى مجتمعاتنا....
فواقع شبابنا اليوم غير مرض البتة ، وبعيد كل البعد عن طموحات وتطلعات الامة في ارتقاء سلم الحضارة، ومنصة الصدارة ، في جميع الاختصاصات ، وعلى كافة الاصعدة ، والمستويات ، فالناظر الى مستوى الشباب الجامعي الذي يفترض ان يجسد الحالة المثالية للمجتمع يصاب بالصدمة لهزالة اهدافهم ، وغريب اطوارهم...
ومع هذا الواقع المرير نتلمس الامل من خلال وجود ثلة مباركة من شباب الامة قفزت على المناطقية الضيقة ، وكسرت حالة الركود ، وتجاوزت الحدود ،وبثت الروح من جديد بقبلة حياة انفاسها من عبق الماضي لينهضوا بالامة من خلال بداية خط الشروع ، ليعيدوا لها عزها المفقود....فاذا اردنا لشباب الامة ان يصل الى مستوى الطموح الذي يليق بحضارتنا ، لابد من التركيز في تربيتهم ، واعدادهم على المنهجية الاتية:
١. غرس العقيدة الصافية النقية في نفوسهم ، واحياء الجوانب الايمانية التي تجعلهم يصمدون امام فتن الحياة ،ومغرياتها، ومحنها ، وابتلاءاتها اضافة الى ان العقيدة تدفعهم لتحقيق مبدأ الاستخلاف في الارض، والمتأمل في دعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة يجدها قد اعطت الاولوية لهذا الجانب.
٢. تربيتهم على الاعتدال ، والتوازن في الامور الدينية ، والدنيوية ، بعيدا عن الغلو والتنطع، والتطرف.
٣. تربيتهم على الحوار ،والنقاش ، والاقنناع ، لان شباب اليوم يحتاج بسبب الانفتاح ، وكثرة الشبه الى المحاججة العقلية ، والدليل الحسي ، وتقريب الصورة ، استعارة المثال ، وضرب القصة ،والتذكير بالمسلمات.
٤. التركيز على اكتشاف الطاقات الشبابية مبكرا في جميع الاختصاصات، والعمل على تنميتها ، واستثمارها.
٥. بث فيهم روح المنافسة ، والعطاء من خلال التشجيع ، والثناء على المتفوقين، والمتميزين.
٦. العمل على ازالة الحواجز بين المربين والشباب من اجل الوقوف عن قرب
على همومهم ومشاكلهم .
بهذه المنهجية ، وغيرها نستطيع ان نرفع من تطلعات شباب الامة ، والخروج من الواقع المظلم السوداوي الذي خيم على الامة بجميع فئاتها ،ومختلف تشكيلاتها لنصل بها الى مصاف الامم المتقدمة ، بسواعد ، وعقول ابنائها.