د.ادريس العيساوي
أكاديمي وباحث
أكاديمي وباحث
لاشك ان هناك الكثير من التجارب الناجحة للدورات
القرآنية في بعض البلدان العربية ، والإسلامية، خاصة تلك التي عرفت العمل
المؤسسي منذ زمن وسبقتنا فيه من عقود ؛ ولكن أتحدث هنا في هذا المقال عن
الدورات القرآنية في العراق، ومن خلال تجربتي لأكثر من عقد من الزمن، مع هذه
الدورات بين معلم، ومدير ، ومشرف اقول وبصراحة لازالت هذه الدورات فقيرة جدا
في مخرجاتها وثمارها ، ولم تحقق اهدافها المرجوة او على اقل
تقدير تخريج شاب متوازن في نظرته للدين، والدنيا، متحصن في المسائل
العقدية ؛ وذلك لأسباب كثيرة لعل منها:
1. ضعف العمل المؤسسي، والتنظيمي، إذ يغلب على دوراتنا الارتجالية، والفردية، والفوضوية مع أننا حاولنا كسر هذا الجمود في بعض الأوقات من خلال بعض المؤسسات التعليمية ؛ إلا أنها لم تفلح بسبب الظروف الصعبة التي مر بها العراق.
2. لايوجد منهج واضح متفق عليه يكون بمثابة مرجع لمساجدنا ، يراعى فيه مختلف الفئات العمرية، فلكل دورة منهجية خاصة، أو بالأحرى مزاجية خاصة فى اختيار المنهج مما أربك العمل، وساعد على توسيع الهوة بين مسجد واخر بدل العمل على ردمها .
3. ضعف الدعم المعنوي لهذه الدورات من جميع الشرائح المجتمعية؛ بسبب ضعف المخرجات أو لغياب الوعي لدى المجتمع في معرفة الاثر الإيجابي لهذه الدورات في تربية الطفل ، وتحصينه من الناحية السلوكية، والمعرفية، والعقدية.
4. أغفلت الكثير من هذه الدورات الوسائل التعليمية الحديثة من وسائل إيضاح، واستعمال الحاسوب وغيرها، واكتفت بالوسائل التقليدية التي أحدثت الملل، واربكت العمل.
5. التركيز على الحفظ، دون الاهتمام بالجانب الإيماني، والعملي، بينما كانت منهجية الصحابة رضي الله عنهم قائمة على الجانبين معا، فقد روى عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا يُجَاوِزُونَ الْعَشْرَ حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ " . قَالَ : فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا .
وقد عبر عنه بعض الصحابة رضي الله عنهم بقولهم :تعلمنا الإيمان، ثم تعلمنا القرآن، فتعلمنا الإيمان، والقرآن.
6. إغفال الجانب الترفيهي تماما، مما دفع بعض الطلبة في ترك هذه الدورات، والزهد فيها، والبحث عن مراكز أخرى تحقق له هذه الرغبة.
إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بضعف المدرسين من الناحية المعرفية، والجانب الادائي، بسبب انزواء أصحاب الاختصاص بالجانب الوظيفي، وترك العمل التطوعي، وقلة الدعم المادي الذي أصبح يشكل عائقا أمام فتح هذه الدورات ، ناهيك عن نجاحها....كل هذه الأسباب وغيرها شكلت عائقاً كبيرا أمام تحقيق هذه الدورات لاهدافها ....
لذا ينبغي التفكير بطرق جديدة، ووسائل مختلفة، والاستفادة من التجارب الناجحة من أجل النهوض بواقع هذه الدورات،لتربية اجيالنا تربية اسلامية على أسس عقدية راسخة ،تفرق بين الثابت، والمتغير، وتجمع بين الأصالة، و المعاصرة، وتميز بين الوافد النافع، والوافد الضار...إذ ليس من المنطق، والحكمة التقوقع في دوراتنا على الوسائل التقليدية في ظل هذا الانفتاح الكبير الذي غزى الحواضر، والبوادي، وأصبحت فيه المعلومة متاحة للصغير، والكبير ، ولا أدعو هنا لتغيير المناهج حتى لايساء الفهم بقدر ما أركز على طريقة عرض هذه المناهج بما يتناسب والوسائل الحديثة لنكون مركز جذب لشبابنا ،مع مراعاة القضايا المهمة لجميع المراحل الدراسية، وعدم تداخلها وتكرارها ...
وبعد هذا اذا أردنا لدوراتنا القرآنية النجاح لابد من عمل مؤسسي منظم ومخطط، ومنهج موحد مدروس يأخذ بالاعتبار التفاوت العمري، ومستوى الذكاء، اضافة الى نخبة مختارة من المعلمين ،والمعلمات ممن تعاملوا مع وسائل الإيضاح الحديثة، وعندهم خبرات في طرق التدريس، وفن إيصال المعلومة ، بهذه الأمور وهي ليست مستحيلة سنضع الدورات القرآنية في مساجدنا على أرضية صلبة تنافس المدارس الحكومية، والمراكز الثقافية، ونحمي من خلالها شباب الأمة من الضياع الفكري بعيدا عن التميع ،والغلو والتطرف ليكونوا أمل مجتمعاتنا في الرقي، والبناء.
1. ضعف العمل المؤسسي، والتنظيمي، إذ يغلب على دوراتنا الارتجالية، والفردية، والفوضوية مع أننا حاولنا كسر هذا الجمود في بعض الأوقات من خلال بعض المؤسسات التعليمية ؛ إلا أنها لم تفلح بسبب الظروف الصعبة التي مر بها العراق.
2. لايوجد منهج واضح متفق عليه يكون بمثابة مرجع لمساجدنا ، يراعى فيه مختلف الفئات العمرية، فلكل دورة منهجية خاصة، أو بالأحرى مزاجية خاصة فى اختيار المنهج مما أربك العمل، وساعد على توسيع الهوة بين مسجد واخر بدل العمل على ردمها .
3. ضعف الدعم المعنوي لهذه الدورات من جميع الشرائح المجتمعية؛ بسبب ضعف المخرجات أو لغياب الوعي لدى المجتمع في معرفة الاثر الإيجابي لهذه الدورات في تربية الطفل ، وتحصينه من الناحية السلوكية، والمعرفية، والعقدية.
4. أغفلت الكثير من هذه الدورات الوسائل التعليمية الحديثة من وسائل إيضاح، واستعمال الحاسوب وغيرها، واكتفت بالوسائل التقليدية التي أحدثت الملل، واربكت العمل.
5. التركيز على الحفظ، دون الاهتمام بالجانب الإيماني، والعملي، بينما كانت منهجية الصحابة رضي الله عنهم قائمة على الجانبين معا، فقد روى عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَصْحَابُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْتَرِئُونَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلا يُجَاوِزُونَ الْعَشْرَ حَتَّى يَعْلَمُوا مَا فِيهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْعَمَلِ " . قَالَ : فَتَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ وَالْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا .
وقد عبر عنه بعض الصحابة رضي الله عنهم بقولهم :تعلمنا الإيمان، ثم تعلمنا القرآن، فتعلمنا الإيمان، والقرآن.
6. إغفال الجانب الترفيهي تماما، مما دفع بعض الطلبة في ترك هذه الدورات، والزهد فيها، والبحث عن مراكز أخرى تحقق له هذه الرغبة.
إضافة إلى أسباب أخرى تتعلق بضعف المدرسين من الناحية المعرفية، والجانب الادائي، بسبب انزواء أصحاب الاختصاص بالجانب الوظيفي، وترك العمل التطوعي، وقلة الدعم المادي الذي أصبح يشكل عائقا أمام فتح هذه الدورات ، ناهيك عن نجاحها....كل هذه الأسباب وغيرها شكلت عائقاً كبيرا أمام تحقيق هذه الدورات لاهدافها ....
لذا ينبغي التفكير بطرق جديدة، ووسائل مختلفة، والاستفادة من التجارب الناجحة من أجل النهوض بواقع هذه الدورات،لتربية اجيالنا تربية اسلامية على أسس عقدية راسخة ،تفرق بين الثابت، والمتغير، وتجمع بين الأصالة، و المعاصرة، وتميز بين الوافد النافع، والوافد الضار...إذ ليس من المنطق، والحكمة التقوقع في دوراتنا على الوسائل التقليدية في ظل هذا الانفتاح الكبير الذي غزى الحواضر، والبوادي، وأصبحت فيه المعلومة متاحة للصغير، والكبير ، ولا أدعو هنا لتغيير المناهج حتى لايساء الفهم بقدر ما أركز على طريقة عرض هذه المناهج بما يتناسب والوسائل الحديثة لنكون مركز جذب لشبابنا ،مع مراعاة القضايا المهمة لجميع المراحل الدراسية، وعدم تداخلها وتكرارها ...
وبعد هذا اذا أردنا لدوراتنا القرآنية النجاح لابد من عمل مؤسسي منظم ومخطط، ومنهج موحد مدروس يأخذ بالاعتبار التفاوت العمري، ومستوى الذكاء، اضافة الى نخبة مختارة من المعلمين ،والمعلمات ممن تعاملوا مع وسائل الإيضاح الحديثة، وعندهم خبرات في طرق التدريس، وفن إيصال المعلومة ، بهذه الأمور وهي ليست مستحيلة سنضع الدورات القرآنية في مساجدنا على أرضية صلبة تنافس المدارس الحكومية، والمراكز الثقافية، ونحمي من خلالها شباب الأمة من الضياع الفكري بعيدا عن التميع ،والغلو والتطرف ليكونوا أمل مجتمعاتنا في الرقي، والبناء.