حسام الحلبوسي
كي تنجح في التخلص من عاداتك القديمة وتؤسس لنفسك عادات
جديدة , عليك أن تتعلم كيف تروض القوى المعوقة لك وتعد القوى المحركة للانطلاق نحو
تحقيق انتصارات فردية يومية ؟
إن مسألة التخلص من ثاثير الماضي هي إلى حد كبير مسألة امتلاك هوية واضحة وهدف
قوي ؛ بأن تعرف من أنت؟ وماذاتريد؟ فالأداء لا يكون به خلل إلا إذا كنت تعاني من
خلل ، كما أنه عادة مايرجع إلى وجود خلل في ترتب الأولويات ، والقرارات الضعيفة من
السهل جدا الثاثير عليها ، سواء كان هذا
المؤثر مصدره المشاعر أو الحالة المزاجية أو الظروف .
لا يغفل اصحاب الفاعلية العالية عن أولوياتهم أبدا ،
فأولوياتهم دائما نصب أعينهم ، لكن جدول تلك الأولويات لا يتحكم فيهم ، بل هم
الذين يتحكمون فيه .
فهم الذين ينظمون جدول أولوياتهم الأسبوعي ، ويعدلون في
برامجهم اليومية ، ومع ذلك فهم ليسوا متقلبي المزاج ؛ يميلون إلى تغير أولوياتهم
باستمرار لغير حاجة أو ضرورة ، إنما هم
يجيدون إحكام قبضتهم على أمورهم ، ويتمتعون بقدر كبير من الانظباط والثبات
والتركيز ، ولا يخضعون أبدا لخواطرهم ، أو ظروف تعوق مسيرتهم ، ويتخيرون الأوقات
المناسبة ، والتي يكونون فيها في قمة نشاطهم والأعمال الخلاقة التي تحتاج إلى مزيد من التخطيط
والترتيب ، ويحددون لها وقتا كافيا لأدائها ، بينما الأعمال الأقل أهمية والتي لاتحتاج
قدرا كبيرا من النشاط إلى الأوقات التي يكونون فيها أقل نشاطا ، والتي يكون فيها
الإجهاد قد بدأ يحدد من قدرتهم ، ويتجنبون كذلك القيام بنفس العمل مرتين لما فيه
من إضاعة للوقت ، كما أنهم لا يتطرقون إلى جانب من جوانب العمل إلا إذا كانوا بصدد
اتخاذ إجراء بشأنه .
إن الانظباط هو القدرة على قطع العهود والوفاء بها
واحترام الالتزامات ، وهو السبيل إلى التخلص من تأثير الماضي علينا ، فإذا ما
بدأنا بالالتزامات الصغرى ، نستطيع تدريجيا أن ننمي
ونقوي إحساسنا بالالتزام تجاه شخصنا ، وتجاه التزاماتنا أيضا ، ونبني قدراتنا على
قطع العهود والالتزامات الكبرى والوفاء بها ، وفي النهاية ينمو إحساسنا بالالتزام
الشخصي ، ويصبح أقوى من حالاتنا المزجية ، وبالتالي نتجنب الإفراط في قطع المزيد
من العهود والالتزامات ؛ لأننا بالفعل نفي بما نقطع على أنفسنا من عهود والتزامات
.
نستطيع أن ندون قائمة بالتزاماتنا الواجب أداؤها ، ونضها
في متناول أيدينا ، وهذه وسيلة عادة ما تحقق نجاحا ، وهناك أداتي خاصة للقيام بهذا
الأمر ، وهي العادة المنظمة إن تسجيل أهدافنا وأدوارنا يدعم قرراتنا ، ويذكرنا
بتوفير الاستعدادات الازمة من وقت كاف وايضا الالتزم للوفاء بتعداتنا .
ونستطيع أن نستهل تلك العملية بالمبادرة إلى الالتزام
بعمل ما ولو كان صغير جدا ، بغض النظر عن حالتك المزاجية ، ثم تقطع عهدا اخر على
نفسك باستغلال تلك الساعة التي توفرت لديك في القيام بأمر مفيد ، مثلا كأن تضع برنامجا
لما ستقوم به في يومك أو تستعد وتتجهز لبعض أمورك خلال اليوم ، بعدها ابدأ
بالتنفيد ، حتما ستكون النتيجة التي تحققت لك مجدية والقدر الهائل من القدرة الذي
توفر لك في مبدأ الوفاء بالعهود واحترام الالتزامات ، والنتيجة الأهم هي أن احترام
العهود والالتزامات يقود إلى احترام الذات والى النزاهة الشخيصة وترسيخ أسس ودعائم
النجاح الحقيقي .