د.
أسامة التكريتي
سياسي
وكاتب
عوام
الناس هم الأغلبية الساحقة في المجتمعات الانسانية
واهل
العقول والبصائر قلة بين الخلائق
والقلة
هذه تقود الحياة والاحياء
والعامة
لهذه القلة تبع وموالون وحماة وخدم وحشم
والصراع
الحقيقي في العالم هو صراع عقول وفرض إرادات
فان
كانت الهداية سمة اهل العقول مضت سفينة الحياة بأمان وعاش الناس كما اراد الله لهم
ان يعيشوا
واما
اذا انحسرت الهداية وسادت الغواية عند العقلاء فان سفينة الحياة في اضطراب وعيش
الناس في معاناة ونكد
ومن
اجل ان تتواصل مسيرة الحياة حتى يأذن الله فان الرعاية الربانية تتدخل كلما اضطربت
سفينة الحياة وأوشك الناس على الهلاك
ومن
هنا كانت الرسالات والرسل رحمة من الله بالناس ولتمضي سفينة الحياة بأمان فان رجع
الناس عن غيهم واستقاموا في سعيهم وأدرك عقلاؤهم وقادتهم دورهم الذي اراده الله
لهم تنزلت البركات من السماء وانبتت الارض الخير وأخرجت للناس ما في باطنها من
الكنوز والنعم
وان
اعرض الناس عن الرسالات وكذبوا الرسل ونسوا ماذكروا به أدركتهم سنن الله في خلقه متمثلة
بعذاب ينزل في ساحتهم جزاء اعراضهم عبرة لمن ياتي من بعدهم
او
ان يتمثل سخط الله عليهم في ان يملي لهم فيمدهم بالنعم استدراجا لهم ثم انه يأخذهم
بغتة فاذا هم مبلسون
وكذلك
اخذ ربك اذا اخذ القرى وهي ظالمة ان اخذه اليم شديد
وسفينة
الحياة اليوم يقودها سفهاء متمردون على السنن الإلهية مغرورون بعقولهم سلطانهم
يمتد في الارض طولا وعرضا لايرعون في مؤمن الاًّ ولا ذمة نسوا الله
فانساهم
انفسهم وظنوا انهم مانعتهم حصونهم من الله
أشاعوا
الظلم وقوضوا ميزان العدل وأهدروا دم الانسان وكرامته وهتكوا حرمات الامم والشعوب
غرتهم
قدرتهم على التسلط والعبثبمقدرات الناسواستهانوا بالكوارث
التي حلت بالناس في ربوع الارض ولم ينظروا لها نظرة عظة واعتبار ، ذلك لتلبد
أحاسيسهم وولوغهم في الظلم حتى استمرؤوه، واستهانتهم بالانسان وكرامته وحقوقه حتى
صار دمه اهون عندهم من دم البعوضة ،وازداد جشعهم وطمعهم في نهب خيرات الامم
المستضعفة حتى انهكوها وتركوها هشيما تذروه الرياح وتلاعبوا باقتصاد الشعوب حتى
تحولت امم من الغنى الفاحش الى الفقر المدقع او تكاد
واذا
مضت سفينة الحياة على مثل هذا الخلل الهائل الذي يستهتر بنواميس الكون ولا يأبه
للسنن الإلهية فيه فان عذاب ربك لواقع ماله من دافع
قالوا
أنهلك وفينا الصالحون
قال
نعم اذا كثر الخبث
ذلك
حديث المصطفى صلوات الله وسلامه عليه
وقبل
ان يبلغ السيل الزبى وترتطم سفينة العالم بالصخور المدمرة
وقبل
ان ينهار مابنته البشرية عبر تأريخها من حضارة فتصبح اثرا بعد عين
ينبغي
لكل ذي لُبٍّ ان يدرك مسؤوليته ويأخذ دوره ولا ينتظر
اذ
كلكم راع وكلكم مسؤول
وعندما
يكون ربان السفينة ثملا او مخبولا فلا بد
ان يتقدم للانقاذمن رأى ميلانها وانحرافها
ليمسك بالمقود ويعدل المسار قبل فوات الاوان
نحن
في لحظة استدراك لسفه وخبال الربابنة الذين تاهوا وضيعوا
نحن
في مهمة انسانية غاية في الأهمية والحساسية خصوصا واننا نرى من يخرق في قاع
السفينة ممن لا بد ان يؤخذ على يديه قبل ان يهلك الجميع
ولا نرى في الأفق بصيص امل الا من قبل اصحاب
القلوب العامرة بالايمان المتعلقة بأستار الكعبة تنشد النجاة للعالمين وتعد العدة
لكي تتصدى للمهمة الانسانية بهمة وشجاعة ووعي وتدبير
هي
مهمتي ومهمتكم ومهمة كل العقلاء الشرفاء ذوي القلوب العامرة بالايمان والايدي
المتوضئة والتي لا تعرف اليأس ولا تخشى ضجيج الباطل وزعيقه
قالوا
ان فيها قوما جبارين
قال
الذين يخافون انعم الله عليهم ادخلوا عليهم الباب فاذا دخلتموه فانكم غالبون
كذلك...
قال الذين يظنون انهم مُّلاَقُوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله
اذ
.....قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ...فهزموهم
باذن الله
ذلك
بان الله مولى الذين آمنوا وان الكافرين لا مولى لهم