د.
وليد البياتي
وما
الحياة الدنيا الا لعب ولهو...
حقيقة
وواقع..
حقيقة
لا محيد عنها.. فقد بينها لنا رب العزة في ايات منزلات من اللوح المحفوظ..
علينا
انا لا نكتفي بفهمنا لها في معرض ذم الدنيا فقط.. فحقيقة الدنيا علميا لعب ولهو
فقط... كل ما فيها لعب ولهو.. واحينا لهو ولعب... ولكنها في تفاصيلها لا تتجاوز
اللعب واللهو.. فكل مجالات الحياة الدنيا ما خلا عبادة الباري والانشغال بدينه
تعمل وفق مبدأ اللعب واللهو..
وتصل
الى نتيجة اللعب واللهو.. وتنجز باللعب واللهو..
وتنال
من الناس باللعب واللهو.. والواقع ان :
البرامج
والاعلام والرياضة.. كلها لهو ولعب..
مسابقات
ومكافأت وبرامج وصناعات وتجارات وفنون ومسلسلات ومطاعم وعوالم اطفال ودزني
ومنتجعات وفنادق ..
الاغنياء
والفقراء والاذكياء والاغبياء والمثقفون والجهلة والسياسيون وعامة الشعب والشباب
والكهول والذكور والاناث.. كلهم يلعبون ويلهون.. الا من رحم ربي..وقليل ماهم..
اننا
في حياة دنيا..فالكل منشغلون ومتجهون ومدمنون على اللهو واللعب.. وجل الاوقات
والاموال والشغف متجه نحو اللهو واللعب..
المصانع
تصنع وتنتج مستلزماتها والتجار يزاولونها ويربحون منها وينقلونها الى قعر البيوت..
المواهب
تفجر والاذهان تتفتق كل يوم بجديد قديم.. لأجل اللهو واللعب والمتاع..فقد تحولت
الحياة الدنيا كلها الى متاع.. بل منذ ان هبط سيدنا ادم الى الارض كانت له فيها
مستقر ومتاع...!
اننا
نؤتى من اللهو واللعب ..من المتاع.. في اولادنا.. في بيوتنا في اسواقنا.. في
دنيانا كلها..
افلا
تستحق هذه الحقيقة منا جدية في المعالجة.. جدية تلائم كونها كل الدنيا كما بينها
رب الارض والسماء..
اننا
موجهون من غيرنا بوعي او بلا وعي منا في كل انواع ومجالات وتجارات وافكار وتربويات
وخطط ومواضع وقوانين وسياقات وسياسات وتجمعات اللهو واللعب..
ولا
نكاد نجد بيننا فقيها في اللهو واللعب.. يميز الخبيث من الطيب..المباح من
الحرام... ولا نكاد نجد ممن يخشى الله تعالى ويتقه تاجرا او صناعيا او مبتكرا او
تربويا او سياسيا خبيرا في اللهو واللعب!!
فعالم
اللهو واللعب والمتاع يقودها اليهود..
يحيطوننا بها..
لقد
غلفونا باللهو واللعب.. بامرة ابليس وجنده.. بصوته وخيله ورجله.. يقودون
الدنيا...باللهو واللعب.. دنيا الكفار والمسلمين..في الشرق والغرب.. وقد يقول قائل
اننا اليوم بمسيس الحاجة الى طاقاتنا كلها للجد لا للهزل.. لادارة الصراع من اجل
عيشنا ومصيرنا..اننا نفتقر الى الخبرات والجهود للبناء والاعمار وو.. فكيف نلتفت
للعب ولهو..
نقول
اننا لقلة حيلتنا ووعينا وفقهنا الشرعي أوتينا في قواعدنا وانفسنا واعمالنا
وسياساتنا في تفاصيل حياتنا..لم نقدم لهوا ولعبا مباحا.. بديلا.. فاضحا للاخر
والاعيبه.. واعيا لمؤامراته وسرقته لاجيالنا وجيوبنا وعقولنا وقلوبنا.. وسعيه
للنيل من اوقات عباداتنا.. بغفلة او بشراء ذمم من لا يخشى الله فينا..
فلولا
نفر فرقة منا ليتصدوا لهذا الامر .. ويقارعوا من يوجهوننا باللهو واللعب..ليكفونا
مؤنة ما نعاني على استحياء في بيوتنا واهلنا وجماهيرنا جراء خسائرنا في جدنا
ولعبنا!