كلاب النار: وصفٌ للمارقين البغاة الذين
يخرجون على المسلمين ويكفرونهم.
قال ابن حجر
الهيتمي: وقد
أوضحهم سيد الناصحين r باعتبار أوصافهم وأماكنهم إيضاحاً
جلياً لا خفاء فيه ولا جهالة ، فلا يُتوقف
في معرفة الخوارج (كلاب النار) بعد ذلك إلا
من أراد الله إضلاله.
مقدمة السلسلة
الحمد لله رب العالمين، خالق الإنسان في أحسن تقويم ، والصلاة والسلام على قامع المارقين محمدr بهديه وسيفه المبين ، حيث قال
" لا يحل دم أمريء مسلم إلا بإحدى ثلاث ، رجل كفر بعد إسلامه أو زنى بعد إحصانه أو قتل بغير نفس "..... أما بعد :
فالخوارج من الفِرق القديمة الحديثة ، قديمة لأنها أول فِرقة مارقة خرجت على
جماعة المسلمين في صدرها الأول .
وحديثة لأنها مازالت تمرق في الإسلام
وتنقض أركانه ، وشررها لا يخفى على العوام فضلاً عن العلماء فمنهجها تكفير المسلمين وترويع الآمنين وسفك الدماء و استباحة الأموال حتى
تكبد المسلمون من الخسائر على أيديهم ما لم يتكبدوه على يد اليهود والنصارى .
أهمية الموضوع :
أولاً : فِرق الخوارج منتشرة في العالم
الإسلامي تحت مسميات متعددة ، فمن مصر والمغرب
والجزائر غرباً إلى الحجاز واليمن والشام والعراق وإيران وأفغانستان شرقاً يعشعش ويفرخ هذا الفكر الخطير .
ثانياً : صعوبة تميز هذه الفِرق و الحكم
عليها بالخروج عن جماعة المسلمين ، لان ظاهر هذه الفِرق يخالف باطنها ، فظاهر الخوارج
التمسك بالكتاب و السنة وإتباع الأثر والاجتهاد
في الطاعة و الزهد في الدنيا و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وباطنها خبيث وقد أوضحَهم سيد الناصحين صلى الله عليه وسلم باعتبار أوصافهم وأماكنهم إيضاحاً
جلياً لا خفاء فيه ولا جهالة ، فلا يُتوقف في معرفة كلاب النار بعد ذلك إلا من أراد
الله تعالى إضلاله .
ثالثاً : دعم أعداء الإسلام لهذه الفِرق
لأنها :
1. تشوه
حقيقة الإسلام الناصعة ، مما تعطي صورة مشوهة للآخرين فيمتنعوا عن الدخول في الإسلام
، ففي باب الدعوة قال تعالى {أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } فحولها إلى
قهر وإرغام ومهانة ، وفي باب الجهاد قال الرسول r "سيروا بسم الله ، لا تقتلوا شيخاً ولا
امرأة ولا صبياً ولا تقطعوا شجرة ....." فحولوها إلى قتل و إرهاب و إزهاق الأرواح بلا مبرر
حتى ظن الغريب أنه داخل إلى مجزرة وليس إلى دين سِلم وأمان.
2. سكين
تذبح المسلمين من الداخل بلا رحمة ولا شفقة.
3. تفُكك
الوحدة الإسلامية ( الجماعة ) بين المسلمين .
رابعاً : إيجاد منهج قويم لصد هذه الفِرق
الضالة و التضييقِ عليها وحصارِها و القضاءِ
عليها ، والعلماء هم من يتصدرون العمل في هذه المناهج ، ابتداءاً من النطق بكلمة الحق
الواضحة والصريحة والمدوية ، حتى يعلم الناس من المخطئ من المصيب في القضية ، ثم المشاركة
الفعلية في رد الباطل ، ولله درُّ بعض العلماء وقليل ما هم وهم يجاهدونهم ولبسوا بزة
الجهاد في مقارعتهم، إن غياب العلماء في المواقف السياسية الصعبة التي تواجهها الأمة
لهو الداء ، لأنه سبب مباشر في ضياع الحق وتفتيتٌ لجهود الأمة وإهدار لقوة الجماعة
البشرية والمادية ، بل نرى العكس حينما تتوجه طاقات الأمة من شبابها وأموالها إلى دعم
خوارج العصر وكلاب النار ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، وهذا ما شهدناه واقعاً
.