في خطبة لقيادي من حزب
العدالة والتنمية التركي جاء ذكر مدفع المجر والذي اسمع عنه لاول مرة.
القيادي في الحزب عمر
الفاروق اورد قصة المدفع الذي اخترعه المجريون بناء على طلب محمد الفاتح، وكان
مطلب فاتح القسطنطينية رحمه الله ان يتمكن من سلاح في مقدوره التأثير على حصن
المدينة واحداث ثغرات فيه.
وكان تعليق الرجل بعد
ايراد القصة: اننا اليوم في حاجة الى المدفع المجري من اجل كسب المعركة الدائرة
بين الحق والباطل.
ولقد نظرت بعمق لهذا
الامر وكيف لنا ان نوفر هذا السلاح الذي يقتحم الحصون المستعصية، فعثرت على ضالتي
وقررت ان اعلن عنها:
انها الحركة الاسلامية
بشروطها ومواصفاتها دون تحوير اوتزوير؛ ذلك انها تمتد في كل ارجاء المعمورة من
شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها لا يقف دونها حاجز ولا تحدها حدود.
خصائصها التي تعطيها
القوة والقدرة انها ربانية المنشأ والمواصفات، مما يجعلها تستولي على الافئدة
والعقول.
وهي تصنع من الناس امة
واحدة دون تمييز لجنس او لون اوعرق ، واتباعها تصنعهم على نمط متجانس في السلوك
والمشاعر، فالمسلم في اليابان والصين كاخيه المسلم في البرازيل وكندا ، كما أن
المسلم في المنجمد الشمالي كانه هو في استراليا ونيوزلندا، وحدة في المشاعر ووحدة
في الفكر ووحدة في السلوك.
من العبث ان تبحث عن
كيان على وجه الارض يشبه هذا او يدانيه، إذ شتان بين صنع الله ونتاج البشر، (صُنْعَ
اللهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ).
وياتي السؤال للتحدي او
التعجب اذا لماذا؟ لماذا هذا الواقع المأساوي الذي يعيشه المسلمون؟ اين الخلل
لبناء المدفع الرباني الذي لا يقف في وجهه سد او حصن؟
انه الخلل المعيب في
المواصفات..
هناك غش وجهل وغباء..
هناك تمرد على ما
اشترطه المولى جل وعلا مما عطل ويعطل الفاعلية والتأثير..
الامة الوسط التي
ارادها الله..
والتوسط هنا للسمو
المشرف والعلو بلا تكبر والتميز بالمواصفات التي ارادها المولى:
(كُنتُمْ خَيْرَ
أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ)
( وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً
لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ
شَهِيداً )
ومن اجل ان تتكون هذه
الامة بالمواصفات الربانية فانه لا بد من التمحيص والابتلاء (لِيَمِيزَ اللَّهُ
الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)، ولكي ينخزل عن ركب الامة الرائدة كل من يزعم
بالانتساب لها كذبا وزورا ، وحتى يتساقط من الركب من لصق به اوعلق او تسلق خلسة من
المنافقين واهل التدين المغشوش والكاذب؛ ذلك ان الله لا يقبل من العمل الا ما كان
خالصا لوجهه:
(فَأَمَّا الزَّبَدُ
فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ
فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ)
نحن اليوم ابناء
الاسلام نصنع المدفع الرباني الذي لاتحده حدود ولا تعوق اثره السدود، وعدونا يدرك
ذلك وعلى نحو اكثر وعيا من كثير من ابناء جلدتنا ممن خانوا الله ورسوله، وهم
بادراكهم هذا يستشعرون الخطر المستقبلي على مصالحهم بنظرة قاصرة، لذلك فتعاملهم
معنا بهذه القسوة والظلم يجيء من قبل الخوف ومما يسمونه الاسلامافوبيا، وهم بهذا
يريدون ان يعطلوا ظهور المارد الاسلامي بتشجيع كل ما يعوقه ان لم يقض عليه.
·
وما حركات التطرف
الممقوت باسم الاسلام الا نماذج
·
وما مشاريع التقسيم
والتفتيت للكيانات عرقيا او طائفيا الا محاولات
ذلك بانهم في الحقيقة
يحاربون الله جل وعلا ويبغونها عوجا، ولا يريدون ان يعتبروا بمن سلف.
اين القياصرة والاكاسرة
الذين اذاقوا البشرية الامرين واشاعوا في الارض الفساد؟
بل اين لنين وستالين
ومن معهم من اساطين الشيوعية؟ واين دولتهم
التي امتدت في ربوع الأرض؟ والتي كانت تحمل مشروع القضاء على الدين!
بل اين قومية عبد
الناصر التي ارادها نقيضا للاسلام وعدوا للإسلاميين؟ والتي اعدم من اجلها العلماء والدعاة
الى الله!
بل اين عفلق وحشده؟!
الذي اراد ان يحرف اجيال الامة عن دينهم ويصنع لهم دينا يقوم على الكفر والفساد! يقول
شاعرهم:
آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة دينا ماله ثانِ
قتل الانسان ما اكفره!!
الا يتعظ ابناء جلدتنا
فينحازوا لله ولدينه وعباده الصالحين بدل ان يضيعوا اعمارهم في عبث ويضيعوا على
الامة ان تجتاز العقبة ويضيعوا على الانسانية العيش الرغيد الهانئ في ظلال الإسلام.
ما اجهلهم وما اشد
جرمهم في حق الإنسانية.
اننا واثقون ان النصروالمستقبل
لهذا الدين وانه حليف اهل الايمان مهما طال الزمن وادلهمت الخطوب واشتدت المحن.
لان الله تعالى وعدنا
ولن يخلف الله وعده فهو القائل (وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) (كَتَبَ
اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي).
ان ماعندنا هي الوصفة
الربانية التي ستغير مسيرة الحياة الانسانية الى ان تكون منسجمة مع مراد الله الذي
قال(وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى
كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
وسيندم من لم يدرك ذلك
فيتدارك ويلتحق بركب الاصلاح والايمان الصادق وسيقول حينها (رَبِّ ارْجِعُونِ(99) لَعَلِّي أَعْمَلُ
صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ
وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).
(وَيَوْمَ يَعَضُّ
الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ
سَبِيلًا..
يَا وَيْلَتَى
لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ..
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ
الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا)
ياحسرة..