د. وليد البياتي
اكاديمي
وباحث
إن بساطة التعابير التي يستأنس بها الناس ويحبونها في استماعهم للحكم والخطب والبلاغيات في جمل وتعبيرات القصص والروايات الممتعة الناجحة ليست هي البساطة الساذجة التي تتهيئ لنا لاول وهلة.
انها
البساطة القريبة من النفوس، البساطة المنبعثة من الفهم العميق والدقيق، والتي يتم
التعبير عنها بمعان لصيقة بالناس على اختلافهم.. الى درجة عدم ادراكهم سر اختراقها
السريع الى دواخلهم.. وولوجها المباشر الى ارواحهم..
إنها
البساطة التي تتعدد معانيها بحسب كل متلقي.. البساطة التي تعكس حاجة كل انسان كما
تعكس المرآة صورة كل انسان..
او..
بساطة لمسة الخبير.. او عين المهني.. او ضربة المعلم التي لايمكن تقليدها مهما
حاولت.. لا يمكنك ان تعطي ذات النتائج ولا قريبا منها.. ولو شددت قبضتك او
ارخيتها.. ولو تمعنت في لمستك وددقت فيها.. لن تجاري سحر ما يؤديه بضربة تبدو
عفوية عشوائية..
انها
نتاج سليقة نضجت على مهل ونمت بتعب سنوات.. انها البساطة التي لايجيدها المتراخون
الكسالى.. الذين ينظرون الى ظواهر الامور ويقلدون الحلول والمعالجات.. ويحكمون
بسطحية غبية..
انهم
فاقدون لجوهر واصالة ما يمتلكه الحكيم من بساطة منتجة..يمتنع عليهم مجاراتها
وتقليدها..
أو..
هي البساطة التي يتمتع بها صانع متمرس للعب الاطفال.. ذاك الذي يغوص في عالم الطفولة.. باحثا في برائتهم المتراقصة.. متمعناً في محدودية بنيانهم البدائي.. البدني والادراكي.. حذرا من امكانية اذاهم كل لحظة لعب.. متمرسا في تواضع قدرات عوائلهم المالية الشهرية المتاحة.. مراعيا توزعهم على بيئات وثقافات مختلفة و..و..
ثم النجاح من بعد ذلك في انتاج لعبة بسيطة زاهية تباع في كل عوالم الاطفال..
والنجاح في تسويق وبيع المنتوج البسيط بعد التسلل بانسيابية هادئة رقراقة الى بقعة دغدغة مخيلتهم وارثهم الطفولي..
هي البساطة التي يتمتع بها صانع متمرس للعب الاطفال.. ذاك الذي يغوص في عالم الطفولة.. باحثا في برائتهم المتراقصة.. متمعناً في محدودية بنيانهم البدائي.. البدني والادراكي.. حذرا من امكانية اذاهم كل لحظة لعب.. متمرسا في تواضع قدرات عوائلهم المالية الشهرية المتاحة.. مراعيا توزعهم على بيئات وثقافات مختلفة و..و..
ثم النجاح من بعد ذلك في انتاج لعبة بسيطة زاهية تباع في كل عوالم الاطفال..
والنجاح في تسويق وبيع المنتوج البسيط بعد التسلل بانسيابية هادئة رقراقة الى بقعة دغدغة مخيلتهم وارثهم الطفولي..
انه
الابداع في الوصول بتسامي الى احلام الاطفال وامنياتهم البسيطة.. ورغباتهم المتوجة
ببريق اعينهم وحركات ايديهم المتلهفة والحاحهم المزعج الممتع..
انها القدرة على البساطة التي تعكس مهنية صانع اللعب وخبرته في كسب القلوب والارواح.. رغم محاولات تهرب الوالدين وانهزامهم في ممانعتهم الصامتة وقهرهم اللذيذ..
انها القدرة على البساطة التي تعكس مهنية صانع اللعب وخبرته في كسب القلوب والارواح.. رغم محاولات تهرب الوالدين وانهزامهم في ممانعتهم الصامتة وقهرهم اللذيذ..
انها
غلبة بساطة الصانع وتلاعبه الرشيق وتوظيفه الحكيم بكل قوة وهمجية للاحاسيس
والاجواء..
فليس
من الهين ابدا امتلاك القدرة على الانجاز ببساطة.. تلك البساطة.. التي لن تاتي الا
بعد دورة كاملة من التدريب والتمعن والمتابعة والمهنية والتخصص والتعب والابداع..
والتعبير عن كافة الاذواق والاجواء والانفعالات والاحاسيس برابط مشترك يفي ويكفي
الجميع..
انها
البساطة التي تكمن فيها قوة السهل الذي يتابى قياده على غير المحنكين.. الضاربين
اطنابهم فيما يفعلون.. الذين بتنا نتوق اليهم ونفتقدهم في خضم الضجيج الذي بات
يملأ دنيانا بالمقلدين السذج..