وليد الزرزور
مدرب في التنمية
إن كلمة آفاق شرفها الله وكرمها حينما ذكرها في قرآنه بصيغة الجمع، وجعلها قرآناً يتلى في آفاق الكون إلى يوم
القيامة.. {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ}فصلت53.
فمن فهم الآفاق ننطلق لنصل إلى مدارك
الآفاق.. فإذا كان للتنمية آفاق فإن للتميز آفاق.. وإذا كان للنجاح قمم فإنّ له
أيضاً آفاق..
أخي القارئ الكريم شكراً لك لأنك أعطيتني
من وقتك لقراءة هذا المقال الذي هو سياحة في آفاق النجاح.. فليس أروع من تحقيق
النجاح وتحقيق الأهداف مستخدماً إمكانياتك ومواهبك وقدراتك..
كلمة آفاق هي جمع لكلمة أفق.. والأفق ذلك
المكان الجميل الذي يمكّننا من الإستمتاع وأخذ قسط من الراحة والسياحة عندما ننظر
إلى الأفق وقت الغروب أو الشروق..
أخي القارئ الكريم أنظر بمشاعرك وأحاسيسك وعواطفك إلى الأفق
الواسع وأنت بجوار شاطئ البحر لترى الأفق يقول لك إن الحياة واسعة وسعتها بلا
حدود.. لذا تمتع بإستنشاق نسيم الهواء النقي، فيا سلام على الأفق كم هو منصف!! يقف
بمسافة واحدة منا فكلما إقتربنا منه إزداد سعةً وبعداً، فلا يمكننا الوصول لنهايته
مهما حاولنا، أخي القارئ الكريم أنت الآن تقف وتستمتع بالمنظر الجميل الرهيب فلا
أبنية ولا عمارات ولا حدود ولا قيود تحجب النظر للأفق، فكذلك آفاق النجاح في حياتك
بكل جوانبها تستطيع أن تتمتع بمنظر النجاح وأنت تحقق أهدافك هدفاً تلو الهدف،
وطموحا بعد طموح، وإنجازا يتبعه إنجاز، فسعادتك تزداد على حجم نجاحاتك وأدائك
وعطائك متوكلاً على الله عز وجل في واقع يخبرنا أنه ليس العبرة بحجم ما تحمل من
علم أو معرفة!! بل العبرة بترجمة العلم والمعرفة إلى واقع وسلوك.. إذا أخي القارئ
العزيز إن فهم الحياة والكون من حولك هو الأهم..
واسمح لي أن اذكر لك أهم النقاط المهمة
التي تعيننا على الإستمتاع بآفاق النجاح.. فإلى الخطوات العملية:-
1-
الإيجابية في التعامل.. فليست السلبية في نوعية المواقف المأساوية التي
تصيبك!! بل السلبية في الطريقة التي تتعامل بها مع المواقف الصعبة.. إذا الإيجابية
هي النظر للأمور بطريقة مشرقة فيها من الأمل والتفاؤل ما يجعلك تقتنع وتؤمن أن
عاقبة هذا الأمر كله خير وأن الله لا يقدر أمراً إلا وفيه حكمة وعاقبته هو خير
لك.. وهذا هو حسن الظن بالله وهو لب الإيمان.
2-
أن تتحمل مسؤولية حياتك وتواجه الحياة بكل شجاعة فأنت المسؤول عن كافة
أعمالك ومهامك ولا تلقي اللوم على غيرك أو الظروف أو الأقدار. وليكن شعارك (حياتي
من صنع يدي فهي مرآة لأفعالي وهي صدى لأقوالي).
3-
وضوح الرؤية والهدف والمنطقة التي تريد أن تصلها فكلما كانت رؤيتك واضحة
إستطعت أن تسير في الطريق الصحيح.. فكيف سيصل السائر إلى وجهته وهو لا يراها!!
فلربما قد وصلها وهو لا يدري أو اقترب منها وهو لا يعلم أنه قاب قوسين أو أدنى..
4-
التزود بالعلم والتحليل والإستنتاج وتطوير العقل وقراءة المستقبل
والأحداث.. وهذا لن يتحقق ما لم يكن لديك سعة كبيرة وأفق واسع وأنا أسميته العقلية
المنفتحة.. أفاق الفكر..
5-
بدء العمل والإيمان.. فالأيمان وقودك في كل مجالات الحياة.. وأنا جعلت
مرتبة الإيمان الخاتمة لتكون مسك الختام لأهميته في حياتنا.. لأن الإيمان بالله
والثقة به يقربنا من آفاق النجاح.. وبعد ذلك الإيمان بنفسك وقدراتك ومواهبك..
فللإيمان أسرار.. وللإيمان بركات.. وللإيمان طاقة.. وللإيمان بصيرة ترى من خلالها
الأفق الجميل..
وأخيراً أنت قادر على النجاح والإستمتاع
بكافة جوانبه وبجدارة.. فمع آفاق النجاح حياتك لها قيمة وأثر..