الخطأ الروسي.. والخطأ السنّي




حازم الفلاحي- كاتب وباحث

ما هو الخطأ الروسي والذي أعاده أهل السنة بعد الإحتلال الأمريكي لبلاد الرافدين؟!
يذكر التاريخ معارك اسيا وتحديداً يوم ان بدأت معارك الحرب الأهلية الكورية حيث انقسم الشعب الكوري فيها إلى قسمين: قسمٌ شيوعي (اشتراكي)، وآخر أوربي أمريكي(راسمالي)
وكانت الغلبة العسكرية لتحالف روسيا فتمكنوا من الأرض واجتاحت قوات الشماليين كل المواقع التي كانت تخضع لخصومهم وقريب ان تنتهي المعركة لصالحهم
قامت امريكا وحلفائها بعد يقينها بخسارتهم المعركة ومحاولة منهم من تحصيل اي شيء ليقبلوا به على مغادرتهم الأراضي الكورية بخفي حنين.
ان دعوا الى اجتماع أممي للحد من قوة اندفاع الشماليين وحلفائهم الروس والحيلولة دون اجتياحهم كل كوريا.
بدأت الدعوات الأممية على عجالة من قبل الدبلوماسية في الأمم المتحدة (الأمريكية!)
وهنا بدأت عقلية الروس السياسية تثبت عدم رؤيتها الصحيحة فقاطعت روسيا المؤتمر ورفضت اي حضور يذكر في الأمم المتحدة وفي اجتماعاتها كلها.
هذا الأمر أفرح الامريكان وحلفائهم فقاموا بإصدار قرار سريع بنشر قوات أممية وعلى الفور بين فصيلي الشعب الكوري المتقاتلين بحجة الحيلولة دون حدوث أي مجازر  على جانب من جانبي الشعب، فأصبح عرفا في عالم السياسة تسمي فيه هكذا أخطاء بالخطأ الروسي السياسي.
لم تكن روسيا حاضرة لتعترض على تلك القرارات، ليس هناك فيتو فكان إجماعا ولم يكن سنة العراق ليعتبروا بالخطأ الروسي على الرغم من كثرة أساتذة القانون وأساتذة السياسة للأسف والى يومنا هذا فإن أبواق الخطأ الروسي حاضرة في مجتمعنا وتؤثر تأثيرا خطيرا على قرارات القادة في كل مجال
لم نع إلى يومنا هذا حقيقة اللعبة ولم نستوعب سياسة الحضور وفقه المغلوب . لا زلنا نسمع ان الحزب الفﻻني عميل وان فلان تخاذل او باع قضيته فصار الفصل بين أصحاب القضية والانتهازيين صعبا جداً ...
طبعا في كوريا انتشر الجيش الأممي بقبعاتهم الزرق وانفصلت كوريا إلى كوريتين وإلى يومنا هذا
لقد كان للبيت السني دور في تخريب نفسه، واتخذ قرارات بذات الأخطاء الفادحة التي اتخذها الروس، وصارت نتائجه ممجوجة وغير مستساغة وأصبح عامة الناس وخاصتهم يعرف من تسبب بتدهور أمرنا وسوء حالنا لكن لايتجرؤن على الاعتراف بحقيقة الخطأ الفادح الذي كان ولا يزال سرابا انطلقوا خلفه....
صار أهل السنة وهم الأغلبية في العراق أقلية في التاثير بسبب عدم وجود رؤية واقعية والتعامل مع المستجدات وفق متطلباتها الحق وليس من باب التعالي والثأر ، أو من باب الصدمة والانزواء، أو من باب التعنت والمكابرة .
لقد صار أهل البلد في بلادهم غرباء
 نطقت الرويبضات وابتلوا بالجهلاء
فأصبح صغار الأحلام خطباء
وإنصاف أهل العلم بجراءتهم هم العلماء
صارت كلمة الإعلام أعلى من كلمة الله
وصارت كلمة الغريب اصدق من كلمة الحبيب
وصارت مشورة الحكيم سبة
وصارت دعاية السفيه منهجاً
لنضع الأمور في الميزان التساؤلات المنطقية  أنفسنا
من تسبب في انهيار البلد ....
من تخلى عن منجزات الإنسان العراقي
من تسبب في استفزاز العالم كله
ومن تخلى عن أدوات الدفاع عن منجزات عظيمة في حفظ أمن البلاد
من بادر بالتخلي عن السلاح
من تسبب في إعطاء المسوغ الذي طالما حلمت به دول التحالف بقيادة أمريكا لدخول البلاد ....
ومن عجز عن ان يحاول ان يحافظ على وجوده بأساليب سياسية صحيحة؟

هامهم الروس قد تعلموا الدرس يجدوا فراغاً مفيداً في الشرق الأوسط بعد تدهور حالهم ، فكانت سوريا محطة العبرة من ذلك الدرس ونظراً لخلافات داعمي الثوار والثوار انفسهم بسبب استقطاباتهم المتباينة وتوجسهم من بعضهم، فأخذ الروس زمام المبادرة، وفرضوا رؤيتهم للحل في سوريا، وهو الحل الذي لن يكون في صالح أحد إلا الروس.
فكانت روسيا تسرح وتمرح في سوريا وتستهدف الجماعات الثورية. تدخلت روسيا. بتغير كفة المعادلة في الشرق الأوسط من خلال سوريا. لماذا لأن أهل السنة في سوريا والعراق إلى الآن لم يتعلموا من كثرة جراحاتهم شيئاً. ولا زال قادتهم ومن هو في موقع التأثير يعمل سلباً، ويتصرف وكأنه في مجلس عشائري يطالب بالثأر أو الدية ونسي الزمان وتقلبات العصر وتطورات أدواته....
تقول العرب: من أمِن العقوبة أساء الأدب. وهذا يصح أيضاً في السياسة.
ولكن في حالنا نحن سأقول: " من تعود العقوبة اساء الأدب "!
 وخطورة المستنقع الذي دفعهم إليه بعض الخاسرون الذي تركوا البكاء على ضفاف أمجادهم واستخدموا أجساد أبنائنا للعودة ولو إلى جزء منه.
لكنا ما زلنا في زمن الإمكان. وما زال في الوقت متسع لإحداث تغييرات جدية تحمي أهل السنة من دعاوى الإرهاب، الذي تدعمه دول، وتغطيه أمريكا. من القتل والاعتقال والتهجير، والتنكيل من عمليات التغير الديموغرافي

إن الأفكار الكثيرة، والأماني العريضة لا تعطي لأحد منجزات.
وأن صناعة المتغيرات من اختصاص الكبار فهم فقط من يصنعون التاريخ وهم الذين يسجلون حضورا في كل محفل ويمنعون الأمور تسير على اعنتها، وأما الصغار فيقرؤونه.
وأما المترددون فيبكون على عصير مسكوب على طاولة الحضور.

فأصبح وجوبا تجاوز هؤلاء والبدء بالإعلان عن إعادة الأمل، فثمة تحالفات في الجوار ، عربي وإسلامي بات مكتمل الأركان، وثمة رجال بدؤا الظهور على الساحة السنية يسطرون حظوراً هنا وهناك ضئيﻻ كان ام كبيرا علينا جمعه لنزداد كيل بعير، لنخاطب هذا التحالف أننا هنا كتلة وجود وقوة حضور، ليس هناك كبير في حجمه بل هناك كبير في عقله بريطانيا وفرنسا أصغر من كثير من دول لعالم لكنهما صانعوا قرار في كل دول العالم.
فيجب أن نتفاعل مع كل حالة شئنا أم أبينا ورغماً عنا ما دمنا نعيش مع الآخرين وندعي أننا أصحاب حق فلا يجوز لنا أن نتغنى بأن الحق أبقى، وأقوى، وأنقى، وأصلب، وأشد، وأقوم، وأدوم، و...و.... وكأنه هو من يدافع عن أصحابه

هكذا تسير سنن التدافع المعاصرة وقوانين والتداول بين الأمم والشعوب وعلى مر العقود الماضية. لقد نام أهل الحق كثيراً ،وركنوا إلى المتقولين المتشددين المتفيقهين أكثر مما يجب ولم يعد في القوس منزع ولم يعد لدينا من وقت للراحة والزعل علينا ان نبني لنا كيانا ويكون لنا حضور فاعل في كل محفل وان تُفتَحُ أبواب النزول كما تفتح أبواب الصعود الى قاطرة المسير نحو مستقبل أفضل ووجود مقلق لمن يسيء لحاضرنا ومستقبلنا ولنكن عدداً يذكر لا صفراً يهمل.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

2 التعليقات

التعليقات
9 فبراير 2016 في 1:08 م حذف

صناعة القادة لا تأتي،من فراغ وإنما تأتي من مجتمع من القادة يرضون بقائد يبايعونه يصدقونه يعرفه وينصروه

رد
avatar
9 فبراير 2016 في 1:08 م حذف

صناعة القادة لا تأتي،من فراغ وإنما تأتي من مجتمع من القادة يرضون بقائد يبايعونه يصدقونه يعرفه وينصروه

رد
avatar