إظهار الرسائل ذات التسميات تربية. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات تربية. إظهار كافة الرسائل
نقمــة "الآبائيــة"
تربية
آية صباح فارس
طالبة جامعية
هو بيتٌ خَـرب متهالك تشكو جدرانه أبوابه و تئن زواياه أترابه و ربما عَـج المكان برائحـة النتن
طالبة جامعية
هو بيتٌ خَـرب متهالك تشكو جدرانه أبوابه و تئن زواياه أترابه و ربما عَـج المكان برائحـة النتن
أشياء تشتكي منك اليك و
تصر على ان تصم السمع عنها ( ما خفي من الداخل) ! ..
اما من الخارج و امام
الناظر فكقصر بلقيس المُزمرد و صرح سليمان الممرد ، لا يلبث صاحبه بتغيير الدِهان
و الألوان بين الفَينة و الأخرى هكذا حاله ( لابد للأفعى من الانسلاخ) !!
هذه المادة المحفوظة
بين جنبات الرأس من عظيم آلاء المُنعم و لكل نعمة أمد اما تذهب عنك او تذهب عنها و
انما الشكر يكون بالعمـل ( اعملو آل داود شُـكرا وقليل من عبادي الشكور)
الأساءة مع القلة اهانة
للنعمة .
الدماغ هذا العضو
الهائل الذي يزدحم بـ بليارات الخلايا و ملايين التشعبات و الأفرع، استودعنا
البديع هذا المخلوق لنقدم القسط و نجازي الاحسان بالاحسان ، هذا المطلوب اقراره
و الواجب عرفانه و العمل
لمبتغاه
كما هو معلوم يولد
الانسان على الفطرة بنقاء والتي تعد الردم الصُلب لمنع بعض السوادية المجتمعية و
كما هو معلوم ايضا ان هذا الانسان نفسه يُقولب البيانات (Input) بلوحة مفاتيح التبديل و التغيير لتحصل البرمجة على وفق ما يُملى
عليه و لأنه مجبول على النقص و عدم الكمال قد يكون هو المتهم الأول بعشعشة
الفيروسات و عملقتها !!
عندما يحصل التساير و
الاندماج المفرط مع الاخرين لدرجة قَبولهم في كل شيء و الاهتمام برضاهم عن أي شيء
هنـا تحدث الخطيئة بحق هذا الكائن المؤتمن أنت عليه
وقد يتبع هذا القانون
اصحاب الماركة ( أ . د ) والشهادات التي أثقلت جدران الغرف و حامليها قد يكونون
مجرد ( مُتطفلي جلسات او اشاعات) الا من رحم الله
الانغماس في التقاليد
و العادات و الابائية و القبيلة و العشيرة وتحصيل رضاهم اصبح كل ذلك واكثر
نقمة المجتمع الساعي الى النهضة و التحضر و لاشك انها تضع المطبات أمام المصلحين
الرامين الى التحضر و ايقاظ الوعي وستحرم نفسك من معارف و علوم لست غنيآ عنها
فمتى ستقتلع جذور
الجاهلية يا خليفة و تكون مشـروع نجاح و فلاح ؟
متى تعلن الانتفاضة على
الموروثات المتراكمة التي تعتبر نتاجات عدم فهم و وعي أسوةً بخليل الله ابراهيم (
عليه و على نبينا الصلاة و السلام ) ؟ الذي صدح بثورته أمام أقرب الناس اليه
ردآ على الذين تشدقوا
بـ ( بَلْ قَالُوا انَّا وَجَدنَا آبَائَنا على أُمَةٍ وانا عَلى آثارِهِم
مُهتَدُون)
يُجيب الثابت الذي فَكر
و قَدر و يعلن التبرئة ( و اذْ قَالَ ابرَاهِيمُ لأبيهِ و قَوْمِهِ انني بَراءٌ
مما تَعْبُدون ) موقف سيدنا ابراهيم هذا و غيره في الفضل و الفتوة و الشجاعة و
الثبات جعل آيات الثناء تنزل كالغيث الذي يغسل قلوب المُتعبين ( ان ابراهيم كان
أُمـــة قانتآ لله حنيفا و لم يكُ من المشركين ) أمـة ابراهيم ليست كـ أمة من
وجدوا ابائهم عليها ، انما الجزاء من جنس العمل .
قد يفرض عليك صاحبك
مشروبا أنت لا تحبه وتلزم نفسك بشربه انصياعآ له مُكرهآ نفسك على فعله ، قد
يقول أحدهم ان هذا القبول دلالة الحب و الاحترام
أقول : ارفضه بحب و
احترام .. سيتقبل صاحبك و ستُقدر نفسك.
كلنا نعرف الطعام- الضب
– الذي عُرضَ على رسول الله نبي الحب ( صلى الله عليه و سلم ) فرفض أكله
وقال : لم يكن بأرض
قومي فأجدني أعافه ..
فلماذا الحرص على هذه
العادات و الاهتمام برضا أهلها ؟!!
((قل
ان صلاتي ونسكي و ( محياي ) و مماتي ( لله ) رب العالمين))
لتعلم بعدها ان رضا
الناس ليس غاية أصلا
والتقليد الذي يحرضك
على وأد ابنتك قد وأد فكرك أولا
و الرسالة –التي فيها
من الاحاديث الضعيفة والمنكرة مافيها والتي تقول لك : انشرها و لك الأجر
( لا تنشرها و لك الاجر(
فاذا أردت يامسكين أن
تزور حديقة قصرك المزعوم فلا تنسى مُبيد الفيروسات و الآفات التي قد تزحلقك
الى مستنقع ضحل ، ولابد لك من زيارة لمراجعة محتويات الدماغ و اجراء عمليات الغسيل .
لكنه ليس كـالغسيل الذي
يتبادر الى اذهاننا ( تعبئة العقل بأفكار شيطانية وتمرد على السلمية و تغيير
المبادئ السليمة ) فيرجع الرجل بغير الوجه الذي ذهب به !!
انه غسيل من نوع خاص
يخرج به المرء بأبهى حُـلة و أنصع زينة ( لمن يهمه امر الزينة ) هو باختصار عملية
جرد و تطهير و تنقية و كأنك تضع هذا الدماغ في غربال يغربل كل الشوائب و تهزه هزا
لتذره قاعا صفصفا ( مستويا-أملسا ) هذه بواكير ( التخلية ) الميمونة و هي وحدها
لاتكفي فلابد من اتباع قرينتها ( التحلية ) بها
أتاني هواها قبل ان
أعرف الهوى *** فصادف قلبا خاليا فتمكنا
كل خالٍ و فارغ من قلب
او عقل كالوعاء الذي سيمتلأ شئتَ أم أبيت و أنت عليك أن تحدد كيفية و كمية و نوعية
مادة التعبئة فالتدبر و التفكر والقراءة مُطيبات صحية و جديرة بالأخذ و
المصاحبة فحُسن التعبئة تنجي من الهبوط الى مدارك الجهل المركب
لتنعم بـبشرى عملية
التعبئة تمت بنجاح زوده برصيد سليم صالح للاستعمال .
بين نصر الفرد ونصر الجماعة (ضوابط ومفاهيم)
تربية فكرد. صباح حمدان الكبيسي
أكاديمي وباحث
أود أن أوجه اليوم كلامي في هذا المقال إلى العاملين الصادقين الممتلئين بيقين نصر هذا الدين وهذه الأمة الذين قد تطرأ عليهم لحظات من الشعور بالانهزام واليأس مما يجري في عالمنا الإسلامي.
لقد كان الدافع لكتابة هذا المقال هو استشهاد زعيم الجماعة الاسلامية في بنغلادش الشيخ مطيع الرحمن نظامي، والذي أُعدم على يد الطغمة العلمانية وبأسباب واهية هذا الرجل ربى اجيالا من الشباب المسلم في بنغلادش وقاد الحركة الاسلامية في بنغلادش ردحا من الزمن وبالرغم من كل المناشدات الدولية لأيقاف التنفيذ الا ان الله عزوجل أكرمه بالشهادة وقامت الحكومة البنغلاديشية باعدامه.
ان خسارة علم من اعلام الدعوة والدين في هذا العالم الاسلامي والذي يملأ القلب حزنا، بل والاحزن من ذلك الصمت الدولي والاقليمي عن هذه الجريمة النكراء غير المبررة كل ذلك قد يزرع الحزن واليأس والقنوط في قلوب الملايين من الشباب المسلم في مشارق الارض ومغاربها بسبب مايرونه من هوان دم المسلمين ورخصه ومن صمت العالم وسكوته وتواطئه على قتل علماء المسلمين وقادتهم ورموزهم فضلا عن شعوبهم وعوامهم في مصر وسوريا والعراق وافغانستان وغيرها من بلاد المسلمين حتى ليقول من لايعرف سنن الله في خلقه وفي ملكه لماذا يحدث هذا والى متى ، ومتى سنرى نصر الله تعالى.
لذلك اردت ان ابين في هذه العجالة وبدون تفصيل طويل بعض المفاهيم والضوابط لنفرق بين نصر الفرد ونصر الامة او الجماعة المسلمة , فنحن على يقين أن الشيخ مطيع الرحمن رحمه الله تعالى قد انتصر وانه قد نال الشهادة والكرامة من الله لا نشك في ذلك ولا نرتاب ، وانه فاز كما فاز الاولون عندما كان يطعن احدهم وهو يصيح بأعلى صوته (فزت ورب الكعبة)، أو كما كان يقول الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى (إنما هي ضربة بالسيف ثم الذهاب الى الجنة).
إن من اعظم الاخطاء هو الخلط بين المفاهيم والتصورات أو الجهل ببعضها، ومنها الخلط وعدم التفريق بين الاهداف النهائية (الغاية التي من اجلها خلقنا) الثابتة وبين الاهداف المرحلية المتغيرة في مسيرة هذه الحياة, فأن الهدف الغائي الثابت هو عبادة الله لنيل رضاه والجنة, والاهداف المرحلية هي وسائل للوصول الى الهدف النهائي الاخير، لان الدنيا كلها وسيلة للعبور الى الاخرة .
والخلط كذلك بين نصر الفرد ونصر الامة او الجماعة وتمكنها، فان من اعظم اسباب زرع التفائل وروح الامل وانتاج جيل للصحوة الاسلامية من جديد يبتعد عن روح الهزيمة ونفسية الانكسار والقنوط واليأس وقعود الكسول القانط، هو الفهم الصحيح لهذه المفاهيم والضوابط ليعيش حرا كريما مستيقنا بنصر الله لأوليائه وان طال عليه الأمد مشمرا عن ساعد الجد والعمل متطلعا لرضى الله في أعماله وأقواله.
فمن المفاهيم والضوابط الي يجب ان نفهمها:
ان غياب النصر علامة دالة على فساد في الأيمان او فساد في العمل او في كليهما ومانراه من حالة الأمة ينبئك عن مظاهر فساد إيمانها او فساد أعمالها.
لذلك كان من شروط النصر ان النصر حليف لمن أمن بالله حق الأيمان وأحسن العمل في سبيله لذلك نرى الكثير من المسلمين يعتقد او يتمنى على الله أن ينصر الأمة المسلمة على غيرها من اعدائها باعتبار ان الأمة الأسلامية خير من غيرها من الأمم رغم الفساد الذي فيها , فأن مثل هذا التصور الخاطئ الذي يصادم سنن الله في خلقه ويعارض الواقع فربما كان سببا في فتنته عن دينه , وهذا مانراه اليوم في أجيال تركت دينها ونبيها وقرأنها لأنها تريد النصر بدون أن تؤدي شروطه واستحقاقاته كما قال بنو اسرائيل لموسى "عليه السلام" (فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ).
لذلك جعل الله جل وعلا الأيمان والعمل الصالح شرطين للنصر والتمكين (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
لذلك جعل الله سبحانه وتعالى مخالفة الصحابة لأمر من أوامر النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) سببا من أسباب خسارة المسلمين لمعركة أحد حتى أن الصحابة أندهشوا واستغربوا من الهزيمة بالرغم من وجود رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقودهم وهم أصحابه فخاطبهم الله في كتابه الكريم بأيات بينات ليزول اللبس والأندهاش: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
لذلك كان من سنة الله إن أية جماعة او أمة إنطبق عليها الوصف الشرعي والمراد الرباني جاءها وعد الله والتمكين لامحالة فأنظر وتدبر.
والأمر الأخر إن من سنن الله في كونه وهي حقيقة مستنبطة من دروس التاريخ الماضي: أن الحق لا ينتصر لمجرد أنه حق بل لابد من قوة تسنده وفئة تعاضده وأنصار يقومون به وينصروه كما قال الشيخ الاسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى في آية الحديد: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، إن الدين لا ينتصر إلا بكتاب هادي وسيف ناصر، وهذه من أعظم السنن التي هي قانون إلهي كوني ماضي تترتب بمقتضاه المسببات على الأسباب وهذا القانون لايتبدل ولايتغير (وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا).
فمن يعتقد أن النصر يأتي من أجيال غرقت بالملذات والشهوات وضاعت في تفاهات الغرب ومصائده ومكائده وتركت ربها ونبيها ودينها ونست أو تناست سنام هذا الدين وفرضه الأعظم الذي هو الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال فهي أجيال مغرورة غلطت في فهمها وتصورها للنصر والتمكين.
الأمر الأخر إن للنصر مظاهر علينا فهمها (العزة والمنعة والامن وسعة العيش)، فليس شرطا أن ترى كل مظاهر النصر وتدركها بل قد ترى بشائر النصر وتموت قبل أن ترى كل النصر ببشائره ومظاهره فإن من اصحاب النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) من مات واستشهد ولم يرى النصر او رأى بشائره فقط , وكما كان يقول شيخنا اياد العزي (رحمه الله تعالى) أذن بلال في يوم الفتح على ظهر الكعبة وحمزة ومصعب وامثالهم تحت التراب استشهدوا في معركة أحد لم يروا الفتح والنصر وإنتهاء طغيان قريش وجبورتها.
بل إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع ما بشر به أصحابه من فتح فارس والروم فإنه إنتقل إلى الرفيق الأعلى وأكمل أصحابه الكرام (رضي الله عنهم) مسيرته ففتحوا فارس والروم وقهروا أعظم إمبراطوريتين في الأرض في بضع سنين.
المفهوم الأخر إن إستعجال النصر بدون دفع جميع إستحقاقاته ليس صحيحا ( قصة سيدنا خباب بن الأرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فالمسلم مأمور بالأيمان وبالعمل الصالح وبالصبر على مشاق الطريق، فالنصر لا يأتي الا بجهد بشري منضبط قال تعالى: (إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).
ومفهوم أخر أن النصر مضمون لهذا الدين ولمن تمسك به وليس متعلق بشخص ولا بجماعة, وهذه الأمة بعد انتقال نبيها الكريم (صلى الله عليه وسلم) إلى الرفيق الأعلى إنتصرت وفتحت مشارق الأرض ومغاربها, ولقد فهم الصحابة الكرام هذه القاعدة والسنة الربانية,فهذا خير الخلق بعد الانبياء سيدنا الأمام أبو بكر الصديق (رضي الله عنه) يقول والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مسجى على سريره والصحابة قد أصابهم الذهول والصدمة والحيرة من وفاة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)يقول وكله ثقة بموعود الله لهذا الدين ولمن تمسك به بالنصر والتأييد (من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لايموت) لذلك بين الله عزوجل صفة الصحابة الذين نصرهم في كتابه العزيز (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) إذن العلة أنهم أدوا ما عليهم من إستحقاقات كالإيمان بالله والجهاد في سبيله ثم مع كل ماقدموه من تضحيات لم يبدلوا ولم يغيروا.
المفهوم الأخير:الفرق بين مفهوم نصر الفرد ونصر الأمة او الجماعة.
فإن نصر الفرد ليس حتما من الله وإن كان أجره عند الله محفوظا فما كان الله ليضيع عمل عامل والجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان.
فحقيقة النصر الفردي يتمثل في رضى الله والفوز بالجنة والنجاة من النار بعد إيمان وعمل صالح وثبات على الطريق كما قال تعالى: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ).
وقد يتحقق هذا النصر للإنسان المؤمن في عهد الإستخلاف و في عهد الإستضعاف، في ظل حكم الفراعنة والطغاة أو في ظل حكم الرسل والأنبياء والخلفاء (امرأة فرعون - مؤمن آل فرعون- مؤمن ال ياسين) نالوا الشهادة و دخلو الجنة في ظل حكم الطغاة.
ومثال على نصر الأفراد نوح عليه السلام (أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ)، ويوسف عليه السلام (وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ). ونصر الأفراد لن يتحقق إلا بالعبادة والثبات والعمل الصالح من دون يأس ولاقنوط كما قال تعالى (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ)، وقوله تعالى :( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).
اما نصر الأمة او الجماعة المسلمة الذي هو إنتصار الدين والدعوة والمبادئ, فنصرها مربوط بنصر الدين والمبادئ والطاعة الحقة لله ولرسوله, وتكون أعلى مظاهره العزة والتمكين وانتصار المبادئ والقيم والعقائد والاخلاق.
لذلك كان من أعظم الأخطاء ذلك الخلط بين مفهوم نصر الفرد ونصر الامة او الجماعة ,فقد ينتصر الفرد بموته واستشهاده وبموته تنتصر مبادؤه ودعوته (الغلام المؤمن _ الإمام احمد _ إبن تيمية _ سيد قطب)
لذلك فرق سلفنا الصالح بين نصر الفرد الذي يتحقق بموت الانسان على طاعة الله وفي مرضاة الله فيفوز بالجنة بالرغم انه قد لايرى نصر الامة او الجماعة المؤمنة
فهذا يقول (لإن عشت حتى أكل هذه التمرات إنها لحياة طويلة) والأخر ينادي (قوموا موتوا على مات عليه رسول الله) (صلى الله عليه وسلم) والأخر في رمقة الأخير يخبرنا مستبشرا (إني لأجد ريح الجنة دون جبل أحد) وذاك يصيح فرحا (فزت ورب الكعبة) وموسى (عليه السلام) سبقهم يركض مناديا ربه( وعجلت إليك رب لترضى ) ، وهذا يصلب وهو ينشد الشعر فرحا :
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي
ولو أردنا إستقصاء الأمثلة لما إنتهينا من كثرتها واستفاضتها.
إذن الشيخ مطيع الرحمن رحمه الله تعالى فاز وانتصر وانتقل الى الرفيق الأعلى شهيدا ثابتا على الحق ، يقول في أخر كلماته : (لقد عشت ثلاثة وسبعون عاما ومصاب بأمراض مختلفة ويمكن أن ألبي نداء الموت في أية لحظة, ولكن يشاء الله أن يكرمني بالشهادة في سبيله, فلا تجزعوا ولا تطلبوا العفو من أحد سوى الله ولا تدعوا لي بالحياة بل أدعوا لي بالثبات والقبول عند ربي , فالشهادة في سبيله أسمى أماني) .
وأخيرا أوجه نصيحتي لكل شاب من شباب هذه الأمة فأقول: يا أخي كن في القافلة والركب وأعمل واثبت وانتظر موعود الله بلا تسرع ولا يأس ولاتهور وإياك أن تتخلف عن القافلة أو الركب أو أن تحيد عن طريق الحق وأهله, فثق ياأخي إنه سيبكي دما كل من تخلى عن القافلة والركب كما بكى أبو خراشة حينما دعاه الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) الى الإسلام فقال:لا حتى ينصرك الله على قومك , فلما فتح الله على رسوله أعظم فتح (فتح مكة) جعل يبكي بكاء مرا لأنه تختلف عن الركب ولم يكن فيه ، فلا تكن كأبي خراشة .
اللهم لا تقبضنا ونحن متخلفين عن الركب أو نسير على غير جادة الحق وأهله ياكريم .
القوة في مفهوم الإسلام
تربية
د. يوسف حسن محمد السامرائيأكاديمي وباحث
يستمد الإسلام قوته من منبعه العذب وذاته النقية ومعينه الذي لا
ينضب.
فلكونه الدين الذي ارتضاه الله لعباده شرعة ومنهاجا، فإن أسباب
البقاء والإبقاء والخلود والانتشار ، يذروها ويبذرها في بقاع الأرض شرقا و غربا
شمالا وجنوبا.
لا يأفل في مكان حتى يبزغ في مكان آخر.
يقول دهاقنة المكر ويتبعهم في ذلك حمقى ومأجوروا الكويتبين من
الجهلانيين (العلمانيين) والشهوانيين ( الليبراليين)
إن الإسلام انتشر بقوة السيف. وهذا كذب وزور وتزوير وجهل وحمق.
فلو انتشر الاسلام بالسيف لما بقي نصراني واحد في العراق او الشام
او مصر ولا يهودي ولا صابئي، ولا ننسى أن المسلمين حكموا الهند ألف عام ،
والمسلمون اليوم فيها أقلية .
والغرب حكم آسيا وأفريقيا قرونا ومعه جيوشه الجرارة وأسلحته
الفتاكة ومبشروه الكثر وأمواله التي يوزعها على اتباعه بلا حساب -طبعا ﻷنه سرقها
من الشعوب ووزع قسما منها على من اتبعه من تلك الشعوب وسرق الباقي - ولديه وسائل
الإعلام ويتقن صناعة الإذعان. وكم حاول طمس الأديان وتغيير اللغات
وحتى الملابس والرغبات والإرادات ومحو هوية من يستدمر . بالترغيب والتدمير . إلا
إنه لم يستطع أن يغير -في قرون - مع كل هذه الإمكانيات. لم يستطع أن يغير
لمصلحته ،ما غيره الإسلام في عقود ولكن لمصلحة الإنسانية .
ولعل سر قوته أن الله سبحانه وتعالى جعله منهاجا متكاملا شاملا.
فالإسلام هداية روحية
ورياضة جسدية
ونظام شريعة وعبادة
وقانون حكم وسياسة
ودستور حياة ومجتمع
يحرر العقول ويرقيها
ويهذب النفوس ويكملها
ويحفظ الأبدان ويقويها
يسمو بالروح إلى مصاف الملائكة .
ويجعل من الأجساد بنيانا مرصوصا.
أساسه العدل والإيثار دهانه.
وقمته الإحسان ونهايته دار السلام.
مثالياته وقائع سجل التاريخ حدوثها بصحائف من نور وأقلام من ذهب.
انتشر في الأرض بسرعة وتقبل كما لم ينتشر دين آخر أو فكر آخر.
كل ذلك لما فيه من أسباب القوة والبقاء والنصر والتمكين.
علينا نحن أتباعه أن نفهم سر قوته وأن نعمل على الاستفادة منها كما
فهمها سلفنا الصالح. فسادوا وقادوا وشادوا.
قال تعالى :
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ
الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ
دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ
شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)
[سورة
اﻷنفال 60]
" قوة " نكرة .
فزيادة فقه الفقيه قوة
وزيادة علم النحوي قوة
وزيادة علم الكيميائي والفيزيائي والبايلوجي والتربوي والرياضي
والعسكري والسياسي والإداري والتاجر كل أولئك لديهم القوة التي يجب تحصيلها
وإعدادها والتمكن منها ومن كل علم ينفع الإنسانية ويجعلك صالحا مصلحا نافعا محترما
مهابا ترمقه العيون وتقفو أثره الخطى.
تمخر سفينتك عباب الحياة وترمي بأطواق النجاة للهالكين في بحار
الخطيئة والمظالم والفقر والعبودية.
وهذا معنى: جئنا ﻹخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله
الواحد القهار.
فشتان بين أمة تعرض دينها على الأمم وهي ضعيفة مجزأة محتلة لا يقدم
أبناؤها للبشرية اختراعا او إكتشافا أو نفعا، وبين حالنا لو دعونا الناس
لديننا ونحن أمة الاختراعات و التجارب العلمية والاكتشافات المتتالية . حينئذ
سنكون دعاة إلى الله تعالى بأعمالنا وأقوالنا ولسان حالنا .
فيا أيها القارئ الكريم من خلال تخصصك وعملك اسع إلى إمتلاك أسباب
القوة في عملك.
فإن كنت بقالا مثلا فعليك بالاخلاص والصدق والنظافة وعدم الغش وضع
في حسبانك أن تصبح تاجرا في الفواكه والخضروات. فهكذا تكون القوة.
وهلم جرا.
وهذا ما يسميه علماؤنا : واجب الوقت.
فمتى نعرف دورنا ومتى نقوم به !!؟؟
نحن أبناء الله واحباؤه..!!!!
تربيةد انس حميد الحلبوسي
باحث واكاديمي
مقولة تحجج بها اليهود والنصارى لتبرير أخطائهم وانحرافهم عن منهج الله تعالى.
جاء الجواب منه سبحانه ( قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق ) .
الدروس القرآنية المستفادة من الآية :
1- ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب ولا اختصاص محبة لأجل الشكل أو اللون أو القومية وإنما الاختصاص والقرب بالتقوى.
وهذا ينطبق على الأفراد والجماعات والأمم، فليس لجماعة من الجماعات الإسلامية الحق بأن تقول نحن الأفضل عند الله أو نحن الأقرب أو نحن الاحب إلا بقدر تمسك أفراد هذه الجماعة أو تلك بمنهج الله تعالى.
2- أن هذه النظرة أو الادعاء من قبل بعض الجماعات جعلها تنظر إلى أي جهد يكون من خارجها بأنه جهد معاد لها أو منافس لها على أقل تقدير مما جعل الصراع شديدا بين تلك الجماعات الإسلامية والتي من المفترض تكون أقرب إلى بعضها البعض باعتبارها تحمل نفس التوجه الإسلامي، لا بل نجد أن البعض يتعاون مع العلمانيين والشيوعيين لضرب جماعة اسلامية أخرى.
3- احتكار اسم ومفهوم الجماعة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في عدة مواطن ( عليك بجماعة المسلمين وامامهم ) مما ولد إشكالات فقهية وفكرية أسهمت في انشقاق وتقسيم الأمة الإسلامية أو التيار الإسلامي على وجه الخصوص.
ومن هذه الإشكالات الفقهية والفكرية التي دخلت بها هذه الجماعات بدون استثناء قضية البيعة والوفاء بها للجماعة التي ينتمي إليها الشخص وكذلك إشكالية الخروج من الجماعة والعمل خارج تنظيماتها يعتبره البعض خروج عن بيعة الإمام فمن الجماعات الإسلامية المتشددة المنحرفة من يرى خروجه عن ملة الإسلامية لأنه من خلع بيعته كأنما خلع ربقة الإسلام من عنقه كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم المشهور.
واقلها حدة هي التي تعتبر الخروج عن بيعتها من الآثام الكبيرة.
وفي الحقيقة لا توجد بيعة ملزمة إلا بيعة الإمام الحاكم لما فيها من حفظ وحدة المسلمين وكيانهم وقوتهم تحت راية واحدة .
أما باقي الجماعات أو التجمعات الإسلامية على مختلف توجهاتها لا يلزم المسلم العمل مع واحدة منها دون الآخر ولا يلزم البقاء في أي واحد منها إلى الممات وإنما لك أن تعمل مع هؤلاء وهؤلاء على السواء من باب التعاون والعمل الجماعي لخدمة المسلمين والدعوة إلى الله تعالى.
فليس لأحد من الجماعات الحق أن تقول ( نحن الأفضل ) او ( نحن الأصح منهجا ) او نحن أو نحن أو نحن. .. إلى آخره.
فهي مقولة يهودية نصرانية ادعوا بها القرب والأنساب إلى الله.
والله يعلم المفسد من المصلح.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)