نحن أبناء الله واحباؤه..!!!!


د انس حميد الحلبوسي
باحث واكاديمي





مقولة تحجج بها اليهود والنصارى لتبرير أخطائهم وانحرافهم عن منهج الله تعالى.

جاء الجواب منه سبحانه ( قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل انتم بشر ممن خلق ) .

الدروس القرآنية المستفادة من الآية :

1- ليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب ولا اختصاص محبة لأجل الشكل أو اللون أو القومية وإنما الاختصاص والقرب بالتقوى.

وهذا ينطبق على الأفراد والجماعات والأمم، فليس لجماعة من الجماعات الإسلامية الحق بأن تقول نحن الأفضل عند الله أو نحن الأقرب أو نحن الاحب إلا بقدر تمسك أفراد هذه الجماعة أو تلك بمنهج الله تعالى.

2- أن هذه النظرة أو الادعاء من قبل بعض الجماعات جعلها تنظر إلى أي جهد يكون من خارجها بأنه جهد معاد لها أو منافس لها على أقل تقدير مما جعل الصراع شديدا بين تلك الجماعات الإسلامية والتي من المفترض تكون أقرب إلى بعضها البعض باعتبارها تحمل نفس التوجه الإسلامي، لا بل نجد أن البعض يتعاون مع العلمانيين والشيوعيين لضرب جماعة اسلامية أخرى.

3- احتكار اسم ومفهوم الجماعة التي أشار إليها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في عدة مواطن ( عليك بجماعة المسلمين وامامهم ) مما ولد إشكالات فقهية وفكرية أسهمت في انشقاق وتقسيم الأمة الإسلامية أو التيار الإسلامي على وجه الخصوص.

ومن هذه الإشكالات الفقهية والفكرية التي دخلت بها هذه الجماعات بدون استثناء قضية البيعة والوفاء بها للجماعة التي ينتمي إليها الشخص وكذلك إشكالية الخروج من الجماعة والعمل خارج تنظيماتها يعتبره البعض خروج عن بيعة الإمام فمن الجماعات الإسلامية المتشددة المنحرفة من يرى خروجه عن ملة الإسلامية لأنه من خلع بيعته كأنما خلع ربقة الإسلام من عنقه كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم المشهور.

واقلها حدة هي التي تعتبر الخروج عن بيعتها من الآثام الكبيرة.

وفي الحقيقة لا توجد بيعة ملزمة إلا بيعة الإمام الحاكم لما فيها من حفظ وحدة المسلمين وكيانهم وقوتهم تحت راية واحدة .

أما باقي الجماعات أو التجمعات الإسلامية على مختلف توجهاتها لا يلزم المسلم العمل مع واحدة منها دون الآخر ولا يلزم البقاء في أي واحد منها إلى الممات وإنما لك أن تعمل مع هؤلاء وهؤلاء على السواء من باب التعاون والعمل الجماعي لخدمة المسلمين والدعوة إلى الله تعالى.

فليس لأحد من الجماعات الحق أن تقول ( نحن الأفضل ) او ( نحن الأصح منهجا ) او نحن أو نحن أو نحن. .. إلى آخره.

فهي مقولة يهودية نصرانية ادعوا بها القرب والأنساب إلى الله.

والله يعلم المفسد من المصلح.



شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

1 التعليقات:

التعليقات
4 فبراير 2022 في 1:04 ص حذف

كلامك مجمل مائع, يتضح منه عدم ثراءتك لنصوص الوحيو وكأن الله تركنا هملا لا نستيع أن نميز بين الحق والباطل, بل بين لنا سبحانه بأن الحق هم ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, فمن اعتقد اعتقادهم فهو الذي معه الحق, فالحق واحد لأنه جاء من الحق الواحد سبحانه, وعلى هذا الحق يكون الاجتماع مهما حاول البعض جمع المسلمين على الشتات والباطل.

رد
avatar