اين كنا وكيف صرنا



د.أسامة التكريتي
سياسي وكاتب

منهج للمراجعة معتبر
وضروري لتصحيح المسار باتجاه البوصلة
وقضية ينزعج اكثر القادة عند ذكرها من قريب او من بعيد
وآية مافي الأمر ان نمرّٓ على الأحداث والشخوص فنخطئ او نصوب
وهنا يحتدم الجدال وتعلو الأصوات وتقوم الدنيا
وأول من يناله الاذى جهة  التقويم والمراجعة
والتهم جاهزة (مسلفنة) تدور بين قصر النظر والقراءة الخاطئة وبين استهداف الرموز والقادة
من هنا فاننا ندفن تجاربنا ومحاولاتنا بما فيها تحت غطاء حسن النوايا والسترالجميل  واجر المجتهد
وهكذا تخسر الاجيال تجارب السابقين ومحاولاتهم ..نجاحاتهم وفشلهم ،  أحاسيسهم وأحاسيس من حولهم !!
والمحزن ان يسجل الاخر نيابة عنا تأريخنا وقد يشوه صورتنا ويجرح رموزنا ثم نهب بعد ذلك هبة الملدوغ لندافع بانفعال وعاطفة لا نقدر على ترويجها او تسويقها حيث اننا لانملك الدليل على صدق مانقول لان رموزنا غادرت دون ان تترك لنا اثارة من علم نخرجه للناس
ولقد راجعت المرحوم الاستاذ عبد الكريم زيدان سبعين مرة من اجل ان يخط سطرا في تاريخ الجماعة التي قادها عقودا فأبى واستنكر وعد ذلك من الرياء
وراجعت كذلك الاستاذ ابو عمار الراشد من اجل ان يكتب شيئا في عمل الاخوان العراقيين في الخارج وكلمته مائة مرة فلم تخط يراعه سطرا في تأريخ كان عليه شاهدا وفي عموم مراحله قائدا ،ولم يكتب فيه احد حتى الساعة الا نتفا أرويها انا وغيري من الأحياء
ذلك هو تأريخ الاخوان العراقيين المغتربين والذي بدأناه في أواخر السبعينات من القرن الماضي
لقد كان تأريخا حافلا بالتجارب والمواقف والأدبيات يستحق التدوين والمراجعة
لقد كتب من كتب عنا معاشر الاخوان المسلمين محبا كان ام مبغضا كلاما لا يناسب حركة اسلامية تمتد تأريخا عبر سبعة عقود لو جمعت أدبياتها لكانت سفرا هائلا ولو كتب عن رجالها لكان موسوعة جديرة بالاعتبار والتأسي
ولو دونت أحداثها لكانت ملحمة تستحق ان تخرج للاجيال التي باتت لا تعرف من نحن وماذا قدمنا
وعندما يهاجمنا الخصوم الإلداء ظلما وافتئاتا فان الاجيال المعاصرةلاتملك  رصيدا من الادبيات التأريخية  والشواهد تحتج  بها وتدفع من خلالها
اين العيب  وفيم السكوت ومتى نخرج من النفق الذي أدخلنا فيه عن كره او طواعية . دعوة بداياتها الاربعينات من القرن الماضي ورجالاتها شيب وشبان رجال ونساء وأدبياتها الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح وأدبيات اهل مصر والشام والعراق وكل بلاد العرب والمسلمين  الذين انتسبوا الى مدرستنا والتي اتسمت بالاعتدال والوسطية والواقعية وحملت مشروع نهضة الامة وتحملت من اجل ذلك الكثير
انظر اليوم فأجد الاستهداف الظالم للحركة من قبل القريب والبعيد ، ومن قبل العدو  وممن كنت اظن فيه العدل والعقل والانصاف من الأقربين
واجد السهام مصوبة للحركة في كل موضع
فعملنا الدعوي محارب حتى تجاوز شهداؤنا العد وهم اهل منابر ورجال مساجد
وعملنا السياسي محارب وقد قدم الحزب الاسلامي مئات الشهداء  كان همهم ان يصنعوا للعراقيين نموذجا راقيا ومشروعا اسلاميا رائدا من خلال مؤسسات الدولة الا ان النفوس المريضة والعقول القاصرة ابت علينا ان يكون لنا دور فواجهنا التطرف والطائفية ومكائد المحتلين
وادبياتنا التي منبعها الكتاب والسنة الصحيحة عمد على تشويهها اهل التطرف من ابناء جلدتنا حتى أخرجونا بها من دائرة الاسلام ولا زالوا سادرين  في غيهم يخدمون العدو من حيث يعلمون او يجهلون
والمحتل جاء من اول يوم معبآ بالكراهية لنا وحاربنا بكل سبيل
ونحن نعلم بيقين انه هو الذي صنع القاعدة وداعش ومن سبقها ومن سيأتي بعدها من اجل تشويه رسالتنا وإجهاض مشروعنا
ورغم كل ذلك فاننا مطمئنون الى ان هذه الحرب ضدنا خاسرة لامحالة وان ابطالها من الاعداء مصيرهم البوار
اقول هذا من اجل ان يثبت الرجال الذين يشعرون بالبأس والاسى وهم يرون السهام ترشقهم من كل حدب وصوب
اقول هذا من اجل ان لا يختلط الامر فنظن بانفسنا ودعوتنا ومشروعنا غير الظن اليقيني الحسن
كل ما نحتاجه هو الثبات والصبر والصمود وان نتمسك بالمفاتيح التي يفتح فيها كل مستغلق
النية الصالحة الصادقة نبتغي بما نبتغيه بها  وجه الله واليوم الاخر
والعمل الدؤوب في طريق ذات الشوكة الذي خطه المولى وسارت به مواكب الأنبياء والصالحين والشهداء
والاكثار من الذكر والدعاء والصلاة
وأخوة الدين التي تجمعنا وبدونها نصير هباءا
ان ذلك جوهر مشروعنا الرباني الذي يريد اصلاح الحياة والاحياء
انه المجهول الذي يجهله الكثير ويغفل عنه الاصحاب
انه السلاح الماضي الذي لا يقف  في مواجهته احد الا انكسر
كل مانحتاجه ان نراجع وان نتوب ونستغفر وان نصحح ونعدل وان لانتكبر على الحق وان لاتأخذنا العزة بالاثم وان أمير القوم خادمهم ويسعى في ذمتهم أدناهم
يقيني بالله ان قافلة الاخوان ستمضي راشدة منصورة مهما تساقط على الطريق من خائفين اويائسين او متخاذلين وان أعداءنا لن يقدروا على إطفاء نور دعوتنا  وإيقاف مسيرتنا ذلك ان سلاحنا رباني المصدر والمنشأ ...  وهم ( يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نوره..((ويأبى الله الا ان يتم نوره)
(الم تَر كيف فعل ربك باصحاب الفيل)؟
( ذلك بان الله مولى الذين آمنوا)
هم اصحاب كيد وسحر ومكر ودنيا  ونحن اصحاب دين
لاسواء...لاسواء
( الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات(
 ( وان جندنا لهم المنصورون)
( وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب  ينقلبون(

اسامة التكريتي/٢٠١٦/٥/١٩






شارك الموضوع

إقرأ أيضًا