بين التربية والفقه



د. سعد الكبيسي
أكاديمي وباحث

لو سألنا ما هو دور التربية؟
وما هو دور الفقه؟

دور التربية ان تنشئ منظومة الفرد والمجتمع نشأة صالحة.
ودور الفقه واﻻحكام الشرعية ان تنظم العﻻقات داخل المنظومة بين الفرد وربه بينه وبين المجتمع ...الخ

لن نستطيع انزال الفقه على فرد او مجتمع ليس لديه استعداد للتلقي
ومن هنا حصل اﻻشكال في التوعية باوامر الله عند فرد او مجتمع ﻻ يعرف من هو الله!!!

ان منهج القران ابتدأ بالعقيدة واﻻخﻻق وانتهى بالفقه واﻻحكام الشرعية

وهنا نفهم اﻻولويات القرانية في بناء اﻻفراد والمجتمعات

ان اﻻمتثال ﻻحكام الفقه ثمرة لبناء طويل

آيات اﻻحكام لم تتجاوز 8% من القران وحتى هذه كانت تنتهي بمعاني ايمانية وتربوية والله سميع عليم..والله بما تعملون بصير.....الخ
اليكم بعض اﻻمثلة
نجتهد في احكام السياسة الشرعية لننزلها على مجتمع ﻻ يؤمن كثير منه بصﻻحية اﻻسﻻم كنظام لﻻدارة والحكم

نحاول جاهدين اقناع الناس بحد السرقة في مجتمع يعاني معظمه من الفقر
وﻻ نحاول جاهدين بيان نظرية اﻻسﻻم بالغنى والكفاية اﻻقتصادية

نعلم الناس احكام النكاح من صيغة العقد والشهود والولي والنفقة والعدة.....
وهي قليلة جدا نسبة ﻻحكام العشرة والمودة والرحمة واﻻساليب النبوية في التعامل بين الزوجين
اﻻولى يحتاج معرفته الزوجان لربع ساعة والثانية العمر كله

نامر اوﻻدنا بالصﻻة لكنهم ﻻ يعرفون لمن يصلون وما هي اسماؤه وصفاته
ان الذي قال مروا اوﻻدكم بالصﻻة....
هو الذي قال ياغﻻم اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك...

لقد ظهر فقهاء معروفون في تاريخنا اﻻسﻻمي لكن المجتمع والدولة انهارت في وقتهم والسبب في ذلك اﻻخﻻل بالمعادلة التي ذكرنا

والحال نفسه مع كثرة الخريجين من الكليات الشرعية حين يتعلم الفقه واﻻحكام واللغة والمنطق
لكنه لم يهيء للتعامل مع العقول والقلوب والنفوس ومشكﻻت المجتمع الي هي اوسع من ان تكون مشكﻻت فقهية وحﻻل وحرام فحسب

يحضرني حديث النبي صلى الله عليه وسلم الصﻻة عمود اﻻسﻻم الصﻻة وذروة سنامه الجهاد
فقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم اﻻسﻻم بالبعير الذي اعلى ما فيه هو الجهاد
فالجهاد واحكام الجهاد والسياسة تتنزل على مجتمع استكمل معالم جسد البعير ليبقى السنام محجوزا للجهاد وحاميا للجسد

لهذا لم ياذن الله ورسوله للصحابة بالجهاد في مكة ﻻنهم لم يستكملوا اﻻدوات المادية والمعنوية
لم يرسل النبي صلى الله عليه وسلم رسله للملوك اﻻ بعد صلح الحديبية وتحييد القوى الداخلية واﻻعتراف به ككيان سياسي والتمكين النسبي
اي بعد 18سنة من البعثة مع انه من اول يوم رحمة للعالمين

لقد ارسل احد الجهال المطاردين رسالة لرئيس غربي يقول فيها: اسلم تسلم يؤتك الله اجرك مرتين....!!!!!!!
انه الفهم اﻻعوج بعينه

وها هنا سؤال مهم!!
هل اﻻولويات هنا زمانية وبعدية بمعنى اننا ﻻ نفتي وﻻ نربط الناس بالفقه وﻻ ننزل اﻻحكام الشرعية اﻻ بعد استكمال البناء التربوية؟؟!!

فالجواب: ﻻ
ان اﻻولوية هنا ﻻ تعني اهمال من ياتي في المرتبة الثانية وهي ليست اولوية زمانية وبعدية يعني قبل وبعد بل هي اقترانية وتﻻزمية بمعنى ان ﻻ ينفك احدهما عن اﻻخر

فمع التربية ﻻ بد من فقه
ومع الفقه ﻻ بد من تربية

فﻻ احكام ستطبق بدون فرد ومجتمع تربى


وﻻ فرد او مجتمع ستكتمل تربيته دون فقه ضابط لحركته في الحياة

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا

2 التعليقات

التعليقات
24 مايو 2016 في 10:49 م حذف

يؤيد المقال منهج القائلين بالتصفية والتربية.. تصفية الناس من رواسب الجهل، وتربيتهم على العقيدة الصحيحة والتمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.. حتى إذا أذن الله تعالى بقيام دولة الإسلام قامت في قوم يريدون الامتثال لأحكامها.. أحسنتم وبارك الله بكم..

رد
avatar
24 مايو 2016 في 10:49 م حذف

يؤيد المقال منهج القائلين بالتصفية والتربية.. تصفية الناس من رواسب الجهل، وتربيتهم على العقيدة الصحيحة والتمسك بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.. حتى إذا أذن الله تعالى بقيام دولة الإسلام قامت في قوم يريدون الامتثال لأحكامها.. أحسنتم وبارك الله بكم..

رد
avatar