القوة في مفهوم الإسلام


 د. يوسف حسن محمد السامرائيأكاديمي وباحث
يستمد الإسلام قوته من منبعه العذب وذاته النقية ومعينه الذي لا ينضب.
 فلكونه الدين الذي ارتضاه الله لعباده شرعة ومنهاجا، فإن أسباب البقاء والإبقاء والخلود والانتشار ، يذروها ويبذرها في بقاع الأرض شرقا و غربا شمالا وجنوبا.
لا يأفل في مكان حتى يبزغ في مكان آخر.
يقول دهاقنة المكر ويتبعهم في ذلك حمقى ومأجوروا الكويتبين من الجهلانيين (العلمانيين) والشهوانيين ( الليبراليين)
إن الإسلام انتشر بقوة السيف. وهذا كذب وزور وتزوير وجهل وحمق.
فلو انتشر الاسلام بالسيف لما بقي نصراني واحد في العراق او الشام او مصر ولا يهودي ولا صابئي، ولا ننسى أن المسلمين حكموا الهند ألف عام ، والمسلمون اليوم  فيها أقلية .
والغرب حكم آسيا وأفريقيا قرونا ومعه جيوشه الجرارة وأسلحته الفتاكة ومبشروه الكثر وأمواله التي يوزعها على اتباعه بلا حساب -طبعا ﻷنه سرقها من الشعوب ووزع قسما منها على من اتبعه من تلك الشعوب وسرق الباقي - ولديه وسائل الإعلام  ويتقن صناعة الإذعان.  وكم حاول طمس الأديان وتغيير اللغات وحتى الملابس والرغبات والإرادات ومحو هوية من يستدمر . بالترغيب والتدمير . إلا إنه لم يستطع أن يغير -في قرون - مع كل هذه الإمكانيات.  لم يستطع أن يغير لمصلحته ،ما غيره الإسلام في عقود ولكن لمصلحة الإنسانية
ولعل سر قوته أن الله سبحانه وتعالى جعله منهاجا متكاملا شاملا.
فالإسلام  هداية روحية
ورياضة جسدية
ونظام شريعة وعبادة
وقانون حكم وسياسة
ودستور حياة ومجتمع
يحرر العقول ويرقيها 
ويهذب النفوس ويكملها
ويحفظ الأبدان ويقويها
يسمو بالروح إلى مصاف الملائكة .
ويجعل من الأجساد بنيانا مرصوصا.
أساسه العدل والإيثار دهانه.
وقمته الإحسان ونهايته دار السلام
مثالياته وقائع سجل التاريخ حدوثها بصحائف من نور وأقلام من ذهب.
انتشر في الأرض بسرعة وتقبل كما لم ينتشر دين آخر أو فكر آخر.
كل ذلك لما فيه من أسباب القوة والبقاء والنصر والتمكين.
علينا نحن أتباعه أن نفهم سر قوته وأن نعمل على الاستفادة منها كما فهمها سلفنا الصالح. فسادوا وقادوا وشادوا.
قال تعالى :  
 (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)
[سورة اﻷنفال 60]
" قوة "  نكرة .
فزيادة فقه الفقيه قوة
وزيادة علم النحوي قوة
وزيادة علم الكيميائي والفيزيائي والبايلوجي والتربوي والرياضي والعسكري والسياسي والإداري والتاجر كل أولئك لديهم القوة التي يجب تحصيلها وإعدادها والتمكن منها ومن كل علم ينفع الإنسانية ويجعلك صالحا مصلحا نافعا محترما مهابا ترمقه العيون وتقفو أثره الخطى.
تمخر سفينتك عباب الحياة وترمي بأطواق النجاة للهالكين في بحار الخطيئة والمظالم والفقر والعبودية.
وهذا معنى: جئنا ﻹخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة الله الواحد القهار.
فشتان بين أمة تعرض دينها على الأمم وهي ضعيفة مجزأة محتلة لا يقدم أبناؤها للبشرية اختراعا او إكتشافا أو نفعا،  وبين حالنا لو دعونا الناس لديننا ونحن أمة الاختراعات و التجارب العلمية والاكتشافات المتتالية . حينئذ سنكون دعاة إلى الله تعالى بأعمالنا وأقوالنا ولسان حالنا .
فيا أيها القارئ الكريم من خلال تخصصك وعملك اسع إلى إمتلاك أسباب القوة في عملك
فإن كنت بقالا مثلا فعليك بالاخلاص والصدق والنظافة وعدم الغش وضع في حسبانك أن تصبح تاجرا في الفواكه والخضروات.  فهكذا تكون القوة
وهلم جرا.
وهذا ما يسميه علماؤنا : واجب الوقت.
فمتى نعرف دورنا ومتى نقوم به !!؟؟


شارك الموضوع

إقرأ أيضًا