لماذا الشيخ الجليل مكي؟!

د. زياد العاني
أكاديمي وباحث


ذكر البعض ان هناك تقصيراً في التعريف بالرموز الاسلامية اذ ان كثيراً من الناس تساءل عن الشيخ كانهم لم يسمعوا به  بعد ان رأى انشغال مواقع التواصل الاجتماعي بوفاته ،،
وذُكرتْ مقترحات كثيرة حول التعريف برموزنا وعلمائنا قبل وفاتهم ....وانا لست ضد الفكرة ولا هي من ضمن ما اريد ان اذكره الان....بل اريد ان انبه الى مسألة مهمة جداً ان العلامة الفقيد له نظراء بل وشيوخ في مختلف العلوم الشرعية وعلوم الالة منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ...اطال الله عمر من بقى  ونفع به الائمة، ورحم من قضى...لكن لم لم يحض الكثير ممن قضى بما حضي به فقيدنا من رثاء واطراء ومدح وتبجيل وحسرة واهات والم وحزن ،،اتدرون لماذا اخوتي الاعزاء ؟ انه لشيء وقر في قلبه كالجبال ،وانه لخلق تخلقه او جبله الله عليه،، وهنا اتذكر قول الامام احمد لاهل البدع :بيننا وبينهم يوم الجنائز ،وقد كان هذا يوم ان خرجت بغداد باكثر من الفي الف يشيعونه، ولم يخرج الا عدد اصابع اليد ليشيعوا غريمه ابن ابي دوؤاد صاحب بدعة خلق القرآن التي سجن الامام احمد بسببها ..
ان تفاعل الالاف، واجماع العامة والخاصة على المشاركة بمصاب فقيدنا هو امر الهي بحت القاه الله في قلوب المسلمين ونادى به جبريل في السماء ان الله يحب مكي فاحبوه فاحبه اهل السماء، ووضع له القبول في الارض، فتألمت الاف القلوب لفقده وبكت العيون لموته .والا فان من يعرف الفقيد يعلم انه ابعد الناس حباً للظهور وحب الشهرة وحب الترأس والتصدر،وانه لا يُكثر من العلاقات الاجتماعية المختلفة التي تكون مدعاة للمشاركة في تشيعه ورثائه وتقريضه.
هذا ما اختاره الفقيد: قلبٌ نابض بالايمان وصدقٌ ملء الاركان و عملٌ دؤوب دون ضوضاء ، وعلم دون مباهات،،وخفوت صوت وبعد عن مظان الشهرة والمعرفة، مع ان بعض الاخوة يعترضون على هذا المنهج الذي التزمه مع انه- اي المنهج -منهج الصالحين وائمة الائمة كسفيان الثوري والفضيل وابن المبارك الائمة الاربعة واخص الشافعي بذكر قوله:وددت ان هذا العلم اخذ مني ولم ينسب لي..
فلا نعتقد ايها الاخوة الكرام ان باستطاعتنا ان نصنع مكي اخر الا اذا انتهج منهجه
واذكر بقول علي رضي الله عنه حين وقف على جنازة عمر  رضي الله عنه وقال : ماخلفت أحدًا أحب إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منك، وايم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، الحديث رواه البخاري.

اظن الكثير منا تمنى ان تلقى جنازته ووفاته ما لقيت جنازة ووفاة الفقيد لكن دون ذلك خرط القتاد ان لم ننظر في ايمانه و سيرته وسلوكه وخلقه فالعلم وحده لا يكفي.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا