العقيدة المنتجة

د. محمود عبد العزيز العاني
رئيس مجلس علماء العراق



تكرر القول ان نهضة الأمة في العصور المتأخرة بنيت على يد الاشاعرة والماتريدية، والحق ان الأمة كانت نائمة او منشغلة بصراعات داخلية بفضل علماء الكلام والعقائد الباردة.

إنما حصلت النهضة بأمثال ابي حامد الغزالي رحمه الله بعد توبته من علم الكلام واتجاهه في طريق التزكية والتربية الروحية، وأمثال الشيخ عبدالقادر الكيلاني رحمه الله حين سلكا الطريق نفسه لبناء أجيال كانت عندها معرفة عقدية دون تفاعل معها وغير منتجة لاثرها في عالم الواقع.

وَمِمَّا يغفل عنه في العصر الحديث ان الصوفية كانوا اكثر العلماء رداً على المتكلمين أشاعرة وغيرهم لكن تحالف التصوف الحزبي مع الأشعرية باستفزاز وتحد من الحركة الحركة السلفية المعاصرة جعل المتصوف والاشعرية في حالة تحالف ضد مستفز وضد مشترك.

ان نهضة آل زنكي والايوبي إنما كانت بفضل تصوف التزكية والعقيدة الروحية ( الساخنة ) بعد ان كاد علماء الكلام والجدل البارد يقضون على ما تبقى من حياة الدولة الاسلامية في تلك الحقبة.


إنه لا ماتريدية ولا أشاعرة ولا سلفية بل منهج الصحابة والسلف هو طريق الخلاص والمنهج المنتج لواقع جديد وهو نفسه منهج الصوفية الفقهاء قبل انحراف التصوف المعروف للدارسين.

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا