كلاب النار (الجزء الأول)


الباحث \ د. أحمد ياسين الحسني
كلاب النار: وصفٌ للمارقين البغاة الذين يخرجون على المسلمين ويكفرونهم.
قال ابن حجر الهيتمي: وقد أوضحهم سيد الناصحين r باعتبار أوصافهم وأماكنهم إيضاحاً جلياً  لا خفاء فيه ولا جهالة ، فلا يُتوقف في معرفة الخوارج  (كلاب النار) بعد ذلك إلا من أراد الله إضلاله.

مقدمة السلسلة
الحمد لله رب العالمين، خالق الإنسان في أحسن تقويم ، والصلاة والسلام على قامع المارقين محمدr  بهديه وسيفه المبين ، حيث قال " لا يحل دم أمريء مسلم إلا بإحدى ثلاث ، رجل كفر بعد إسلامه أو زنى بعد إحصانه  أو قتل بغير نفس "..... أما بعد :

   فالخوارج من الفِرق القديمة الحديثة ، قديمة لأنها أول فِرقة مارقة خرجت على جماعة المسلمين في صدرها الأول .
   وحديثة لأنها مازالت  تمرق في الإسلام وتنقض أركانه ، وشررها لا يخفى على العوام فضلاً عن العلماء فمنهجها تكفير المسلمين  وترويع الآمنين وسفك الدماء و استباحة الأموال حتى تكبد المسلمون من الخسائر على أيديهم ما لم يتكبدوه على يد اليهود والنصارى .
أهمية الموضوع :
أولاً : فِرق الخوارج منتشرة في العالم الإسلامي تحت  مسميات متعددة ، فمن مصر والمغرب والجزائر غرباً إلى الحجاز واليمن والشام والعراق وإيران وأفغانستان شرقاً  يعشعش ويفرخ هذا الفكر الخطير .

ثانياً : صعوبة تميز هذه الفِرق و الحكم عليها بالخروج عن جماعة المسلمين ، لان ظاهر هذه الفِرق يخالف باطنها ، فظاهر الخوارج التمسك  بالكتاب و السنة وإتباع الأثر والاجتهاد في الطاعة و الزهد في الدنيا و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وباطنها خبيث  وقد أوضحَهم سيد الناصحين صلى الله عليه وسلم باعتبار أوصافهم وأماكنهم إيضاحاً جلياً لا خفاء فيه ولا جهالة ، فلا يُتوقف في معرفة كلاب النار بعد ذلك إلا من أراد الله تعالى إضلاله .

ثالثاً : دعم أعداء الإسلام لهذه الفِرق لأنها :
1.     تشوه حقيقة الإسلام الناصعة ، مما تعطي صورة مشوهة للآخرين فيمتنعوا عن الدخول في الإسلام ، ففي باب الدعوة قال تعالى {أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة } فحولها إلى قهر وإرغام ومهانة ، وفي باب الجهاد قال الرسول r "سيروا بسم الله ، لا تقتلوا شيخاً ولا امرأة  ولا صبياً ولا تقطعوا شجرة ....."  فحولوها إلى قتل و إرهاب و إزهاق الأرواح بلا مبرر حتى ظن الغريب أنه داخل إلى مجزرة وليس إلى دين سِلم وأمان.
2.     سكين تذبح المسلمين من الداخل بلا رحمة ولا شفقة.
3.     تفُكك الوحدة الإسلامية ( الجماعة ) بين المسلمين .

رابعاً : إيجاد منهج قويم لصد هذه الفِرق الضالة  و التضييقِ عليها وحصارِها و القضاءِ عليها ، والعلماء هم من يتصدرون العمل في هذه المناهج ، ابتداءاً من النطق بكلمة الحق الواضحة والصريحة والمدوية ، حتى يعلم الناس من المخطئ من المصيب في القضية ، ثم المشاركة الفعلية في رد الباطل ، ولله درُّ بعض العلماء وقليل ما هم وهم يجاهدونهم ولبسوا بزة الجهاد في مقارعتهم، إن غياب العلماء في المواقف السياسية الصعبة التي تواجهها الأمة لهو الداء ، لأنه سبب مباشر في ضياع الحق وتفتيتٌ لجهود الأمة وإهدار لقوة الجماعة البشرية والمادية ، بل نرى العكس حينما تتوجه طاقات الأمة من شبابها وأموالها إلى دعم خوارج العصر وكلاب النار ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، وهذا ما شهدناه واقعاً . 



شارك الموضوع

إقرأ أيضًا