أنواع المؤتمرات العلمية في الجامعات



د . هيثم عبدالسلام
أكاديمي وباحث
     الكل يعرف واقع التعليم العالي في العراق ، وماذا تصفه وتقول فيه المنظمات  والمؤسسات التعليمية الدولية ولاشك انهم عندما يصفون التعليم بالضعف والفشل يقصدون به كل الجوانب من تدريس ومادة الدراسة والنظم الادارية والقيادات التعليمية وطلبة الدراسات العليا واطاريحهم ورسائلهم والندوات والمؤتمرات التي تقوم بها الجامعات العراقية ، وقد تكلم الكثير عن اخفاقات وسلبيات الكثير من هذه الجوانب الا ان المؤتمرات العلمية لم تحظ بهذه الاهتمام ، لذلك احببت ان اقف عندها ، والمؤتمرات كما اراها اليوم تنقسم على :
1- موتمرات الضجيج الاعلامي : وهي المؤتمرات التي تكون مصحوبة بتغطية اعلامية كبيرة لاسماعها من يهمه الامر مع عدم المبالة  بمضمون البحوث وماتطرحه .
2- مؤتمرات خطابية : وهذه تكون عندما تكون عدة شخصيات او مؤسسات تنهض بها فكل رئيس ومسؤول يتولى القاء الكلمات وعندما يتم هؤلاء الكلام ،ينتهي المؤتمر ، اما البحوث فهي لاتهم الا اصحابها .
3- مؤتمرات التعارف : وهي تعقد عندما يتولى القيادين الجدد  احدى المؤسسات فيدعون الى المؤتمر ليتعارف ارباب القيادة مع المؤسسات القريبة من تخصصهم ويتبادل الجميع الهدايا فيما بينهم مع وجبة غداء دسمة  .
4- مؤتمرات المكانة المرموقة : والهدف منها اظهار مكانة هذه المؤسسة واهميتها بدليل عدد المشاركين الكبير في المؤتمر ويبقى اصحابها يتحدثون عن الكثرة الكثيرة من المشاركين وهذة المؤتمرات تكون مصحوبة بالمكافات والسفرات حتى يتم جمع اكبر عدد من المشاركين .
5- مؤتمرات السلطة : وهي التي تعقد لارضاء السلطة واظهار الولاء لها ، والعادة عندما تتحدث السلطة عن العنف ينعقد المؤتمر عن العنف وعندما تتحدث عن التسامح ينعقد المؤتمرعن التسامح وهكذا..
6- مؤتمرات الصدفة : وهي التي تبثق فكرة المؤتمر صدفة من غير سابق تدبير او ترتيب ، كما هو الحال مع اعضاء البرلمان فمثلا ينهض  اعضاء لجنة من لجان البرلمان باعمال سياسية ومجتمعية ليظهروا نشاطهم وجدهم وعملهم فيكون من ضمن الاعمال اقامة مؤتمر يتوافق مع رغبتهم فيتفقوا مع احدى مؤسسات التعليم لاقامته ففكرة المؤتمر كلها جاءت صدفة .
7- مؤتمرات النتائج المحسومة : تنعقد المؤتمرات للبحث حول قضية معينة لدراستها من جميع جوانبها ، وفي مؤتمر النتائج المحسومة تكون القضية واضحة وعلى الباحثين الكتابة حول النتيجة واي طرح مغاير او مخالف فهو مرفوض .
8- مؤتمرات لاسقاط الواجب ولرفع الملامة: تفرض وزارة التعليم العالي بموجب تقييم الاداء الجامعي على كل كلية ان تنهض بمؤتمر واحد في العام الدراسي على اقل تقدير وكل كلية تحرص ولاتزيد على هذا المؤتمر لاسقاط الواجب عليها امام الوزارة والمجتمع .
9- المؤتمرات العلمية الرصينة : وهي التي لها معايير تجعلها تمتاز بالموضوعية والجدية والبعد عن التزلف لاحد وتسعى لحل مشاكل المجتمع وتطرح قضايا تمس هموم الناس مع ايجاد الحلول الممكنة والمقبولة ، وقد عزت مثل هذه المؤتمرات ونحن نسمع بها ولانرها .
   هذه اهم انواع واشكال المؤتمرات ، اما اللجان التي تنهض بها فهي تقوم على العلاقات بمختلف انواعها الحزبية والعشائرية والمناطقية ، فهي تصوغ عنوان المؤتمر وتستقبل البحوث فتقبل من تقبل وترفض من ترفض حسب ماترى ومايرمي اليه المؤتمر ولاتخلو من عدم دقة ومزاجية وعلى كل فالمهم الظهور الاعلامي ولا يهم المضمون ، اما عن البحوث فما بين مسروق او مكرر اوسرد انشاء بارد  خالي من اي فكرة ، وهناك بدعة جديدة ظهرت هو ان يتشارك اثنان في اعداد البحث والحقيقة ان واحدا يكتب والاخر يذكر اسمه لغاية او مكسب ما .   وقد جرت العادة في المؤتمرات ان  يتولى الحديث في مقدمة المؤتمر القائمين على المؤتمر والقريبين منهم بغض النظر عن معرفتهم بالموضوع وادراكهم له .
  ولولا الطعام الدسم الذي يصاحب المؤتمرات لما كانت مزدانة بالحضور الكبير والكثير من هذه المؤتمرات تكون للساعة الاولى فقط فعند افتتاح المؤتمر مع كلمة للقائمين عليه ومن يرغبون به ثم ينتهي التصوير ويذهب المسؤولون فيبقى الباحثون كالايتام على مائدة اللئام يقرؤن بحوثهم للباحثين الحاضرين .

  اما عن بحوث المؤتمر فما عاد هناك رغبة لطبع البحوث لانها لاتحتاج للطبع وليست فيها اضافة علمية للمعرفة ، ثم انك ستجدها في مؤتمر آخر ، لذلك لاتندم على فوات مؤتمر عليك ، ولعل افضل شئ في المؤتمر هو لقضاء الوقت وفرصة جيدة للقاء الاصحاب والاصدقاء الذين لم ترهم منذ زمن مع فرصة لتتبع اخبار بقية الاصدقاء والتعرف على البعض الاخر من الاصدقاء الجدد .  

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا