مديات الفوضى الخلاقة


ا.حمدي حسون
سياسي وكاتب

ضمن الفوضى الخلاقة التي تنشدها الدول الكبرى فقد استبعد ادخال تركيا او ايران في دوامة هذه الفوضى التي تدور رحاها في عالمنا العربي الان ولعدة أسباب:
1_ تركيا وإيران دول محورية مهمة وهي احد مرتكزات النظام العالمي في المنطقة ولا أظن ان الدور القادم سيكون على تركيا او حتى ايران، وإنما المرجح ان يكون الدور القادم على السعودية والخليج ولذا سارعت السعودية والخليج الى تشكيل التحالف الاسلامي بناءا على معطيات واقعية ثبتت لدى قيادة مجلس التعاون الخليجي وشعورا منهم باحتمال تخلي الحليف الامريكي ومن خلفه الناتو عن حماية أمن الخليج .
2_ وجود تركيا ضمن حلف الناتو ليس في مصلحة تركيا فقط وإنما دول الناتو بحاجة الى قاعدة متقدمة على حدود الدول المحاذية لروسيا التي لازالت الحرب الباردة مستمرة بينها وبين امريكا ، وكذلك وجود قاعدة متقدمة للناتو قرب منطقة الصراع في الشرق الأوسط يعطيها القدرة في المناورة والتحرك العسكري المناسب وليس سهلا ان تضحي امريكا بحليف كتركيا وان كانت ايدلوجية الحكومة الحالية تشكل مصدر قلق بالنسبة لامريكا لكن تركيا لا تزال تحت السيطرة الغربية وهي تعرف حدودها وتلعب داخل المربع السياسي المسموح لها ولاتتعداه لذا نراها مترددة في كثير من القرارات على صعيد السياسة الخارجية وفيما يخص الأزمة في العراق وسوريا .
3_ لاتسمح أوربا بايجاد الفوضى والقلاقل قرب حدودها لان ذلك سيسبب إزعاجا كبيرا لها ويؤثر على دول أوربا الشرقية التي اصبحت تابعة للناتو .
4_ قدرة القيادة التركية الحالية على المناورة وتفادي الأزمات والحزم والقوة التي أظهرها الرئيس اردوغان مع خصومه في الداخل مثل التنظيم الموازي وحركة آلبي كا كا وحسمه لتظاهرات تقسيم وضربه لتنظيم الشرطة والقضاء الموازي وخوف الشعب التركي من الدخول في الفوضى وهذا من الاسباب التي جعلت الكثير من القوى السياسية التركية تمنح أصواتها لحزب آك بارتي رغم خلافها معه.
 كل ذلك مؤشرات على ان تركيا ليست الهدف القادم لمشروع الفوضى الخلاقة وليست ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد والله اعلم.


شارك الموضوع

إقرأ أيضًا