تشيلكوت.. وحقيقة الحروب العالمية القادمة


حازم الفلاحي
كاتب وباحث


ان المتابع في معاني الكلمات وروابط القصص التاريخية الدينية والثقافية كالأساطير وغيرها، سيجد حقائق الارتباط في التوجهات البشرية، فكلمة تشيلكوت (צ'ילקוט) تعني التفاحة، وان احدى أكبر شركات العقار والبورصة اليهودية في العالم تحمل ذات الاسم، لماذا؟! لأهميته الدينية التي سنوضحها.
وتقرير (تشيلكوت) هذا جاء من منطلق التفاحة في الثقافة العبرية والمسيحية: أي: التي اخرجت ابينا ادم من الجنة، وهم يمثلون خروجهم من وادي الرافدين بخروج ادم عليه السلام من الجنة فهذا التوجه الفكري الجديد القديم ليس غايته الا الحفاظ على إيران من اي حرب استباقية تحت ضغط خليجي او عالمي بدأ يلوح في الافق.
وليس أدلَّ على ذلك من تبيض حال المفاعل النووي الايراني امريكيا وتحويل قيادة المعركة بين الشرق الاسلامية والغرب المسيحي الى المانيا بدلا من بريطانيا، وما اعلان رغبة بريطانيا بالانسحاب من المائدة المستديرة الاوربية الا لتغيير في قيادات الحرب المتوقعة بين الغرب والشرق برموزها بريطانيا وايران الى رموز جديدة المانيا وتركيا، لماذا؟! لان سنية تركيا بمواقف حماسية لا يخدم التوجهات الجديدة وباكورندته هو تقرير تشيلكوت ...
وللأسف ستنتفع من تلك التوجهات بعض دول الشرق على هامش قصد تلك المنفعة وهو طهران الملالي اللاعب الرئيسي لتلك المرحلة...
وايضا من تلك الدول السعودية في تخفيف الضغط السياسي الذي تتعرض له منذ عملية درع الصحراء....
كذلك مصر لتقوم بمهمتها المعهودة والتي اكتسبوا خبرتها منذ حسني "اللا" مبارك ومساهمته الاعلامية في احتلال العراق مهمة حرب الإعلامية، وقد جُرب اعلام السيسي وشراسته وعدم نزاهته واستعداده لصرف الحقائق، ووجود مؤسسة كالأزهر تتمتع لكن من التناقض في المواقف لا مثيل له  على مر عصوره بل واستعداده بتغيير الحقائق الشرعية وخدمة العسكر في كل فتاويه...
وكذلك مجموعة الممانعة الأخرى، حسن لبنان، وبشار الشام، وحفتر طرابلس، كل هؤلاء ستعمم لهم فوائد من التوجهات الجديدة والذي اعلنت بدايته من تقرير شيلكوت.
شيلكوت.. وتكتب بالعبرية هكذا  (צ'ילקוט) هي مفاهيم اطلقت من قبل مثقفي يهود اسرائيل المنحدرين من اصول عراقية.....
مدعين انهم باتوا يرفضون التشتت بين الغرب اللايهود وبين اليهود غير العربي فباتوا يؤسسون لفكرة العودة الى بلاد وادي الرافدين ولكن ليس كمواطن عائد وانما كحاكم وقائد وليس ينفعهم في ذلك الا وجود كيان الملالي في طهران يحقق ذلك فتتوازن الفتوى بين مصر السنية وقم الشيعية ...
وقد بدأت الحملة الاعلامية تخطو أولى خطواتها في نشر الفكرة ادبيا من خلال القصص والاشعار فقد كتب احد النشطاء اليهود اول رواية في هذا الشأن تحت عنوان "تشحلة وحزقيل” وهو الناشط الموغ بيهار البالغ من العمر 37 عاما وهو اليهودي المتحدر من الشتات العراقي.
وقد صدرت الترجمة العربية للرواية في مصر في يناير/ كانون الثاني 2016 عن دار “خان الكتب “، لكاتب مصري اختص بترجمة الادب العبري ! نائل الطوخي، لكن اختياره لها لم يأت فجأة، فهو قد درس العبرية في جامعة عين شمس وقام ببضع ترجمات من العبرية، وعندما يسال عن توجهه هذا يقول انه يبحث منذ سنوات في العلاقة ما بين العربية والعبرية.
وكيف يمكن نقل مستويات اللغة المتعددة في النص إلى العربية. كيف يمكن نقل تشبيك الكلام اليومي بالكلام المقدس !؟ ...
ومن هنا تتضح الفكرة، حيث يأتي الاصدار الجديد عشية الاعداد للمعرض الدولي للكتاب الذي سيعقد في القاهرة بين 27 يناير و-11 فبراير/ شباط 2016.
والرواية تدور حول رحلة بين بغداد واورشليم والتي يصفها المؤلف احيانا بانها القدس.
صديق البطل يوجز الازمة بالقول “منذ مائة سنة نتمزق بين العرب غير اليهود وبين اليهود غير العرب”. وهو تمزق كما يتضح من مسار الرواية السريالي الصعب يقع بين لغتين وثقافتين، هو تمزق بين وطنين او منفيين او محاولتي انتماء لا يستطيع شخوص الرواية ولا الكاتب ان يحسموها “ليس منفى الألفين وخمسمائة عام كمنفى السبعين عاماً”، حسب تعبير جورﭽيا وهي ام بطل الرواية اليهودية العراقية .....
وتقضى بذلك ايام السبي البابلي اليهود او ما يسمى في الادب القديم عاهرات بابل وهن من كتب التلمود من كُنَّ يعملن في بلاط الملوك كعاهرات ومحضيات للاغراء والملوك في بابل فقمن بكتابة التلمود سراَ حفاظا على هويتهن الدينية ومن يكتمن حملهن ويرسلن المواليد خارج المدن لتربيتهم تربية عبرية ، وهذا منطلق يهود المكاثرة: الدونمة والفلاشا وغيرهم.
وقد وضع الكاتب لكل بطل من أبطال الرواية اسمان، اسم عبري واسم عراقي ...
و(تشحلةوح) هو مصطلح يقرا تشيلكوت بالإنجليزية .....
فليس ثمة مؤامرة بل هو منهج باتت تنفذ خطواته وتحتاج الى ادوات تنفيذ وادوات حماية حتى ينشا وسط مجتمع شرس تربى على الدعاء على اليهود طيلة نصف قرن من الزمان.
وتبقى من يقوم بذلك: فتاوى دينية، وقوة تنفذ تلك الفتوى، ودولة توجه ذلك كله ....

ليس هناك مؤامرة.. هناك شعوب تخطط واخرى نائمة يخطط لها.. او بها..!

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا