العجز الواضح للرمز السني


 د. حسين الزبيدي
سياسي وكاتب


يشهد الواقع العراقي ترديا غير مسبوق وفي مختلف الميادين السياسية والأمنية والخدمية والإنسانية ..
وقد يكون الشيعة او الكرد أفضل حالا من السنة لعدة عوامل داخلية وخارجية لسنا بصدد تفصيلها الآن ...
وعندما نتكلم عن واقع السنة فإنني اعتقد ان السنة في العراق تحديدا لم يمر عليهم عهد أشد ظلامية وسوءا وانحدارا مما يمرون به حاليا ..
والذي أراه ان الخلل ليس في العامة والجمهور بقدر مايتعلق الخلل بالنخب والقادة والرموز؛ فالذي يرتقي بالعامة والجمهور هم النخب والرموز على مدار التاريخ وفي مختلف الأمم..
الرمز السني غالبا ما يعاني من الضياع والتخبط والعجز والاتكالية واللامبالاة احيانا ..
فالرمز السني لم يتقدم خطوة حقيقية الى الامام لتغيير الواقع السني !! والرمز السني اصبح يبحث عن مشروعه من خلال مشاريع الغير! فكثيرا ما نسمع عن ضرورة وجود الدولة الراعية ، وكثيرا ما نحلم بان يلتفت المجتمع الدولي وبالأخص الولايات المتحدة الامريكية الى الواقع العراقي وكأننا ننسى ان المتسبب الرئيسي بالكوارث التي يمر بها العراق هي أمريكا وخلفها المجتمع الدولي الذي يدعي حسن نيته بين الحين والآخر ..
وارجو ان لايفهم من طرحي هذا انني ادعو الى مقاطعة المجتمع الدولي بقدر ما أدعوا الى ان يكون للنخب والرموز السنية المشروع الخاص بها .. الذي تكتبه بأيديها ومن ثم تدعوا المجتمع الدولي الى دعم هذا المشروع ..
لذالك لابد ان نحذر من مشاريع الغير التي لا ترقى الرموز السنية احيانا الا ان تكون متفرجة على هذه المشاريع وأحيانا اخرى أدوات لتنفيذها دون الالتفات والتساؤل: هل ان هذه المشاريع تخدم واقعنا كسنة في العراق؟

اذاً لابد ان تتحرر الرموز والنخب من تبعيتها للغير وان ترقى بنفسها لتصنع مشروعها الخاص بها لإنقاذ أهلها وقومها في العراق ..
أتألم احيانا عندما ارى النخب والرموز تتصارع بينها على زعامة السنة !!
ولا أدري على أي زعامة يتنافسون ؟
واهلهم السنة بين مهجر ومعتقل ومقتول ومغيّب !!!
وأتألم احيانا اخرى عندما تلقي النخب والرموز اللوم على الجمهور السني بذريعة انه جمهور يفتقد الوعي والإدراك ولايلتف حول قياداته !!!
وكأن هذه النخب والرموز تتناسى ان من يرتقي بوعي الجماهير هي النخب من خلال فاعليتها وصدقها وأدائها ، وان الجماهير إنما تلتف حول قياداتها عندما تثق بها وترى الأمل في الخلاص بين أيديها !!

فهل ساهمت الرموز السنية بإعادة الثقة الغائبة التي تعتبر من اهم العناصر اللازمة لالتفاف الجماهير حول قياداتها ...؟!
أما آن للرموز والنخب ان تنزل من على ظهور خيولها وتتمرغ بالتراب الذي علا الجمهورَ السني بسبب ماخلفته حوافر هذه الخيول ؟؟
اما آن للرمز السني ان لا يتصارع مع غيره من الرموز الاخرى ويتنازل قليلا من اجل إنقاذ قومه من الهلاك؟؟
اما آن للنخب والرموز من ان تتبنى مشروعها الخاص وتوجد له وسائل النجاح وتعمل على تنفيذه؟؟؟
وخذوها مني:
اذا وجد الشعب السني في العراق نخبا ورموزا تدافع عنهم بحق وتتبنى مطالبهم وتعيش معاناتهم عندها سنوجد حالة من الالتفاف والتلاحم والانسجام بين الرمز والجمهور...
 وهذا مانطمح إليه ...




شارك الموضوع

إقرأ أيضًا