عقدة الاحباط


عقدة الاحباط
أرسلان عبد العزيز

العقد التي تلاحق الناس كثيرة ومتشابكة، ولعل من أسوئها تأثيرا على حاضر الإنسان وتفاصيل حياته: عقدة الخوف من الفرح والسرور، العقدة التي تلاحق الانفس حتى في مخيلاتها.
لا يُقَدَّس اردوغان او غيره ولكن القضية موضوعية بحتة. لم يقل احد ان اردوغان صحابي بل ولا تابعي، ولكنه في ظل الانخذال للامة وانحطاطها هو بارقة الامل وشعلة الضوء في نهاية النفق، وهو بما يسير عليه منذ ١٤ عاما لم يثبت الا انه حريص على دينه ولكن ضمن القدرة المتاحة له.
ان من يريد من اردوغان تحرير عراق وسوريا وفلسطين ودحر ايران وكبت امريكا وكل قوى الشر في العالم واعلان الخلافة الاسلامية ورفع راية التوحيد في ربوع العالمين= مخالفٌ للواقع حالمٌ واهم، كل هذه المطالب من اسقاطات الانهزام في روح الامة، ولذلك تتجلى باحلام يقظة يفكر بها اصحاب احلام اليقظة ممن ينطبق عليهم: ان التمني رأس مال المفلسين.

وحين ينظرون الى اردوغان كونه مصلحا يضعونه بمقارنة مخيلاتهم، وصورة المصلح حين لا تصل الى احلامهم الخيالية يرون عند ذلك ان اردوغان لا يخلو من كونه عاجزا او كاذبا بل هو عند غيرهم من الاقزام من المتآمرين!!
هذه الامراض استفحلت في نفوس البعض حتى لا يعلم بنفسه انه مريض ولذلك لا اعجب من اي متفلسف في الموضوع.

البعض الاخر غلبت عليه حالة الاحباطات المتكررة حتى وصل الى الذروة ويريد في كل مرة ان يبدو هو العبقري الذي لم تمر عليه الاكاذيب او لم تنطل عليه الاضواء البراقة فيروح مغاليا بالتعقّل او "التعيقل" ثم يبقى مترقبا وهو تنازعه نفسه بين امله ورغبته بان الشخصية او الظاهرة يتبين صدقها ونجاحها لانه في النهاية يرغب ذلك بشدة ..وبين ترقبه متى يفشل هذا الشخص او الظاهرة ليبدو في نظر الآخرين انه الاذكى وانه لم يتعجل بالاحكام وانما كان رصين التفكير وحذقا في نظرته الثاقبة للاحداث.

إن القضية ليست في ميدان سباق، القضية ايها السادة قضية موازنة بين باطل صريح يريد الانتقام من آخر بارقة امل للامة، وبين اناس يبذلون جهدا طيبا ليس ملكوتيا او الهيا بقدر ما هو محكوم بعوامل عديدة ولكنه في النهاية اذا ما قورن بجحيم الحاقدين سيكون جنة الواقع الذي يعيشه من يعيشه ويراه ويستنشقه ويشم عبيره.

ليس في الامر مبالغة، فلو قيل لمريض بسرطان الدماغ ان المرض ليس موجودا مطلقا وانما هناك داء الشقيقة ونعطيك المهدئات  فانه سيبكي من شدة الفرح؛ لا لأنه اكتشف ان به شقيقة وانما لنجاته من السرطان، وخذ مثلا من خرج من جحيم المليشيات وانعدام الخدمات الى الامن والحرية والنعيم.
من لا يدرك الفرق فعلى عقله السلام.

هذا الكلام يوجه حصريا لمحبي تركيا والذين ينظرون بايجابية وليس للكارهين او الحاقدين، فمن كان من الصنف الاول لابد ان يستدرك عقله فالتعيقل والتفلسف والتمنطق بجهل يجعل الشخص في نظر العقلاء انسانا يحتاج الى طبيب نفسي يعالج الاسقاطات ونتائج الاحباطات التي اودت به الى الاضطراب الفكري واصبح يصعب عليه مبدأ الموازنات.

وسلامة عقولنا جميعا..!

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا