السقوط الحر للعراق و أزمة الاقتصاد العراقي



عامر العبادي باحث

يمر العراق اليوم باختبار متعدد المسالك، و أحد هذه الاختبارات تضععه في منطف قد يحوّل العراق من دولة إلى مؤسسة خربة تتهاوى كل يوم، و لعل أخطر ما تواججهه هذه الدولة هو ملف الاقتصاد. هناك تحد مالي كبير ولا يمكن للنخبة السياسية في البلد ان تكون مدركة لحجمه بالدرجة الكافية، او على الاقل هم لا يعتقدون بأن التحدي، حسب التسلسل الزمني، قد اصبح امامنا، ونحن على بُعد اسابيع واشهر معدودة من لحظة الصدمة المالية. يقول محمد علاوي وزير سابق ، ولديه مصداقية في ذلك، اننا على بُعد شهرين من ازمة الرواتب والمخصصات، وعلى بُعد اربعة اشهر من ازمة الدينار، إن استمرت النمطية الحالية بالتعامل مع الملف المالي من دون تغيرات جذرية في استراتيجية إدارة المال العراقي. ماهي السيناريوهات المتوقعة 1- قد يخسر الدينار العراقي ثُلث قيمته. 2- او قد لا تستطيع الدولة دفع إلا الراتب الإسمي من دون المخصصات. اقرأ واطالع برامج متعددة للإصلاحات من خلال التلفاز كل يوم يظهر من ينتقد ويحذر ولا توجد خطوات عملية . او قد تكون فضفاضة وتفتقد للتفصيل والآليات. . ولكن ما يجمع ما بين كل هذه البرامج المختلفة هو عدم الاستشعار بقرب لحظة الصدمة. ومما يزيد الطين بله ان التوجهات العالمية اتجاه شفافية العراق مخزية وهناك تحقيقات نسمع بها هنا وهناك قد تساهم هذه وغيرها في سحق الثقة الدولية في الادارات المالية العراقيةويعرض سمعة العراق المالية الى المزيد من الانحدار. اذن لابد من مخرج ..... السؤال هل بالامكان تغيير الحكومة ؟؟ الجواب.. الوقت لا يتسع هل بالامكان تطعيم الحكومة الحالية بخبراء اقتصاد لتجاوز الازمة ؟؟ الجواب ليس سهلا . لان النتائج في احسن احوالها يتحمل جلها الشعب وامام هذا الحال فان العملية السياسية ستبدأ جذورها تتقطع لان هناك سخط شعبي سيرافق الاصلاحات المالية التي باتت مصيرية، لأنها ستكون مؤلمة وموجعة بالنسبة للناس فمن يستطيع مسك العصى من الوسط بحيث يحافظ على العملية السياسية ورضى الجمهور الغاضب وتحت رجليه نار الانهيار الاقتصادي هنا سيبرز دور كبير 1-للمرجعية التي بات دورها يتراجع شعبيا 2- وللقوة والقمع التي تصطدم بالضغط الدولي المعاكس مع احتمال زيادة الغليان الجماهيري 3-السيطرة التامة على وسائل الاعلام من اجل توجيه الناس لمزيد من التعاون من اجل عبور الازمة ...وهذا مستحيل في ظل وجود فضائيات معارضة ومتطرفة. في النهاية كيف ينتهي البلد من الانهيار والذوبان المالي؟ الجواب ممكن انهيار كامل للدولة العراقية ...اقول هذا مالا ترضاه قوات التحالف وهي تعمل على خطة تحرير العراق من داعش التي هي جاءت به من اجل هذه المرحلة ولكنها تعمل على ان تنهار الدولة في نفس الوقت ولكن في وقت مناسب بمعنى يجب ان يتزامن سقوط الدولة مع خروج داعش وبالتالي يصبح هناك فراغ كبير للسياسة العراقية وقبول جماهيري واسع لكل القرارات الغربية التي حررتهم من داعش ومن فاسدي الحكومة الحالية وهنا تاتي مرحلة التقسيم التي يصفق لها الشعب كله خاصة وان السنة صفقوا للتقسيم من قبل سنة وظل الشيعة فقط من يريد الوحدة والان نحن نعيش مرحلة تصيير الشيعة للقبول .. هذاهو السقوط الحر للعراق حيث لاقوة تمنعه ....فقط التسلسل الزمني ...الذي يمسك به البيت الابيض

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا