(الهجرة والمهاجرون ،الاسباب والدوافع)


د. إدريس العيساوي
أكاديمي وباحث

من الجانب الشرعي ،لان هذا الموضوع اشبع بحثا في القديم والحديث ،وتناوله الباحثون من جميع الوجوه بحيث لم يتركوا لمتعقب قولا ،وهي من المسائل المتعلقة بالضرورة الملجئة للهجرة ،وهي عدم الاستطاعة على اقامة الشرائع الدينية ، او المحافظة على النفس والعرض في البلد المقيم فيه ،مع ضمان القيام بهذه الامور في البلاد المهاجر اليها ،وهي من الامور النسبية التي تختلف من مكان لاخر ، ومنوطة بتقدير الشخص المهاجر... ما اردت الاشارة اليه هنا البحث عن اسباب الهجرة ، وعن دوافع المهاجرين ، لاننا ان وضعنا ايدينا على الاسباب الحقيقية وراء هذه الهجرة المخيفة ،ومعرفة دوافع المهاجرين الى اوربا ،والتي ستترك فراغا كبيرا بسبب هجرة اصحاب الكفاءات من جميع الاختصاصات ،اضافة الى احتمالية التغيير الديمغرافي في المنطقة والذي يصب في صالح ايران ، واسرائيل ، نستطيع ان نحد من هذه الهجرة في المستقبل اذا عالجنا هذه الاسباب او بعضها. ولعل من اهم الاسباب التي دفعت عشرات الالاف الى الهجرة رغم مخاطرها وصعوبتها: غياب العدالة الاجتماعية ، والحريات ، وفرص العمل ،والامن ، وتفشي الفساد المالي والاداري ، وانتشار البطالة التي سجلت اعلى مستوياتها في البلدان العربية ، وظهور النزعة الطائفية ،والقبلية ،وانعدام القانون اضافة الى فوضى الحروب التي اهلكت الحرث والنسل ، مع فقدان الامل لدى شريحة الشباب بوجود مشاريع خلاص لمعاناتهم كما انه لا ينبغي ونحن نتحدت عن الاسباب اغفال دور الايادي الخفية في الدول الاوربية في تشجيع الهجرة من اجل سد النقص الحاصل عندهم في الخبرات والايدي العاملة.كل هذه الاسباب مجتمعة او متفرقة دفعت الناس الى الهجرة علهم يجدون ضالتهم في العيش الكريم مع ان بعض دوافع المهاجرين هو التحلل من المنظومة القيمية والاخلاقية ،والدينية ،لذا ينبغي على الجميع كل من مسؤوليته التفتيش والبحث عن حلول ،وبدائل ناجعة وسريعة لاسباب الهجرة التي ذكرناها ،واسباب التفلت من كل ما هو قيمي ؛ لان هذه الهجرة بهذا الكم والنوع ستترك اثارا كبيرة جدا ،ونستطيع ان نقسم الاثار المترتبة باعتبارين الاول: على المناطق التي هاجروا منها ،والثاني: على المهاجرين انفسهم. ولعل من اهم واخطر الاثار المترتبة على المناطق التي هاجروا منها: الاثر العلمي لان الكثير منهم من اصحاب الشهادات ،وبمختلف الاختصاصات ، مما سيولد فراغا علميا على المدى البعيد، ،.والاثر الاقتصادي، فالكثير ممن هاجر هم من التجار ،واصحاب رؤوس الاموال بحثا عن مناطق آمنة يستثمرون فيها اموالهم ،والاثر الصحي لهجرة الاطباء الاكفاء،والاثر الاجتماعي ، والسياسي ،والنفسي ،اضافة الى الاختلال الذي سيحصل في التركيبة السكانية او ما يسمى بالتغيير الديمغرافي في المنطقة،فان استمرت هذه الهجرة لا سامح الله بهذا الكم سوف نرى في المستقبل البعيد الجهل ، والفقر ، والامراض ،والعقد النفسية ،مما يسهل بالنهاية قيادة هكذا مجتمعات بالطريقة التي تخدم اعداءنا. اما عن الاثار المترتبة على المهاحرين لعل من اهمها :فقدان الاعتزاز بمرور الزمن بالنسبة لابناء واحفاد المهاجرين بلغة ، وتاريخ ،ورموز ،وحضارة،وهوية بلدانهم الاصل. وبما اننا تكلمنا عن الهجرة واسبابها ودوافعها وآثارها يجدر بنا ان نضع بعض الحلول الممكنة ،لان هناك الكثير من الحلول الجذرية ولكنها من الصعب تنفيذها لحالة الفرقة والضياع والهوان ،والانقسام التي تعتري الامة بمختلف مسمياتها ،ومراكزها. ومن الحلول او الوسائل الممكنة ،النزوح الى المناطق الامنة نسبيا داخل البلد نفسه لحين استقرار الاوضاع،او النزوح الى البلدان العربية والاسلامية ،مفاتحة وحث اصحاب الاموال على بذل وسعهم. للنازحين ،اقامة الندوات والمحاضرات في مخيمات النازحين والتي تحث على الصبر والاعتزاز بالهوية والارض،وبيان مخططات الاعداء،والتفكير من قبل الجميع وبالذات صناع القرار بواقعية حيال الازمة وتداخلاتها العالمية،ومحاولة الرضى ولو بانصاف الحلول اولى من الاستغراق في المثالية من اجل تدارك ضياع بلداننا ، وخبرات ، وطاقات شبابنا،والتي تعد المحركات لنهضة الامم والشعوب

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا