في عالم شديد التعقيد والتداخل، وفي موج متلاطم من المسارات والإتجاهات
والسياسيات والأفكار والقرارات، تعترينا الظلمة الحالكة، وتضيع البوصلة، ويتلاشى
النظر الصائب، ويتجه كل ذلك إما إلى إفراط أو تفريط.
إفراط يتمثل في حدة الراي وجلد الذات والإنفعال غير المبرر، وتفريط يتمثل في
الإستسلام للواقع المزري ولضبابية الرؤية، وردة الفعل غير الناضجة.
ومن هذا التوصيف تأتي مجلة رؤية، لتسدد النظر، وتضبط البوصلة، وتحلل المركب ،
وتركب المبعثر، لتخرج لنا عسلا صافيا من جودة الراي والبصيرة النافذة والمسار
المرشد، وجديد الفكر والرؤى.
تحاول هذه المجلة بيان آخر ما أنتجه العقل المفكر، وما أفتى به الفقيه ونطق به
الشرعي، وما التقطه السياسي من تجربة، وما أثمرت عنه مسيرة الداعية، وما يعلمنا اياه
المربي من فنون التكوين والبناء.
نتحدث في الجميع هنا في الفكر والشريعة والسياسة والدعوة والتربية.
نحن هنا ليس لنا إلا الكلمة الصادقة والنصح الحنون والبيان الشرعي.
نحن هنا ليس عندنا خطوط حمراء في الرأي والفكر والطرح فهو ملتقى لتلاقح الأفكار
وتسديد الرؤى وتجديد المسار للمفكرين والعلماء والساسة والدعاة والمربين، فرب
كلمة أحيت أمة.
فعلى بركة الله نمضي....
رئيس التحرير