اهل السنه والجماعة ... وفنون حسن التموضع



مسلم العز الدين


ليس من الضروري ان يعني القرب من الحدث وضوح الحدث لدى ناظره ... وعلى
العكس من ذلك ايضا لا يعني الابتعاد عن الحدث وضوحه للناظر ... ان وضوح
الحدث لا يتعلق بالقرب والبعد بقدر ما يتعلق بالوقوف في النقطه الصحيحة والمكان
المناسب الذي لايريك الصورة بعيدة لا تبدو تفاصيلها ، او قريبة بحيث تغرق في
التفاصيل ويضيع عليك المعنى الكلي الصورة ... المكان الصحيح يوضح لك التفاصيل
ويظهر لك الاطار الكلي للصورة .. بهذا تستطيع الحكم بانك قد أحسنت التموضع
واخترت مكانك بعناية وظفرت بالمعلومات الجزءية والكليه للحدث والتي بدورها
ستسعفك بمعرفة كافية لتدرك الخيار الصحيح بين الخيارات العديده لاتخاذ قرار صحيح
... هذا في المواقف الاعتيادية .. واهل السنة بصورة عامة وبالعقليه الجمعية التي
تديرهم لم يوفقوا كثيرا في مسألة حسن التموضع من الاحداث التي مرت بهم ...
إن عملية حسن التموضع مع الاحداث بحاجة الى دراسة الجوانب السلبية والايجابيه
للحدث ودراسة الفرص التي يوجدها الحدث والتحديات التي سيخلقها .. ومن ثم
التحرك بناء على هذه التحليلات واتخاذ قرارات صائبة تصب في مصلحة المجموع
وهذه الآلية للاسف الشديد لم اهل السنة والجماعة في استثمارها والعمل بموجبها على
الرغم من معرفة الكثير من القيادات لها ... واختاروا العمل بمبدأ ( العفوية) والذي ادى
الى سوء اختيار الموضع من الحدث .. ومن ثمّ عدم وضوح الرؤية ثم القرار الخاطئ ..
هذا فيما يخص الصورة العادية ذات البعدين او الحدث العادي .. اما الصورة ذات
الابعاد الثلاث والاحداث المركبة فلا يكفي فيها حسن التموضع من حيث القرب والبعد
... بل ان حسن التموضع يحتاج مسالة البعد والقرب والزاوية التي تقف فيها فربماتحتاج لتدرك الصورة بكل تفاصيلها الانتقال الى عدة مواضع ربما تصل إلى عشر
مواضع وربما اكثر كل هذا لتدرك تفاصيل الصورة المركبة اوذات الابعاد المتعددة في
من النقطه أ تشير الى معنى ومن النقطه ب تشير الى معنى اخر وهكذا تحتاج الى معرفة
كل النقاط ودراسة كل المعاني حتى تتوصل الى المعنى النهائي للصورة ومنها الى الفهم
الصحيح والدقيق ... والاحداث من هذا الشكل لا يكفي فيها دراسة المزايا والسلبيات
والفرص والتحديات ... بل انها تحتاج الى دراسة السيناريوهات ... فالحدث المركب
يؤدي الى عدة سيناريوهات وكل سيناريو سيؤدي الى نتيجة معينه تختلف عن نتيجة
السيناريو الاخر والاخر .. ولذلك في الاحداث المركبة نحتاج الى حصر السيناريوهات
وتحليل هذه السيناريوهات جميعا ( مزايا وسلبيات وفرص وتحديات ) وتوقع النتائج
لكل سيناريو ومن ثم اتخاذ قرار دقيق لكل سيناريو وبالتالي تتكون لديك حزمة قرارات
جاهزة لكل سيناريو فأي سيناريو سيتطور ويظهر على الساحة سيكون قرارك له جاهزا
... نحن ايها الاخوة بحاجة الى العمل بهذه الطريقة ... وهذه الطريقه فاشلة ان لم
نستطع تحديد الموضع الامثل للنظر الى كل حدث .. حست التموضع فن يحتاجه
الجميع بصورة عامة ... وبصورة خاصة تحتاجه الاطراف التي دائما تكون العنصر
الضعيف في معادلات الاحداث ليخرجوا باقل الخسائر واكثر المكتسبات التي
يستطيعون الحصول عليها ..

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا