من مقومات المشروع الايراني في المنطقة



محمد العراقي
باحث

للمشروع الإيراني في المنطقة مقومات كثيرة ربما كان من ابرزها:
1-رفع الراية الإسلامية: رفع راية الاسلام ونصرته والدفاع عن المظلومين
ونصرتهم ونشر الثورة الاسلامية وتصديرها، كل هذه الشعارات ساهمت
بتضليل الرأي العام العربي والاسلامي فوجدت ايران ولسنوات طوال تعاطفا
كبيرا ودعما معنويا وماديا من الشعوب الاسلامية وعلى مستوى النخب
والمؤسسات المجتمعية.
الا ان كل هذا بان زيفه وظهر بطلانه بعد الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان، التي
مهدت له ايران ودعمته بقوة حتى قال رفسنجاني: ( لولا إيران لما استطاعت أمريكا
غزو أفغانستان والعراق ).
وكذلك قال محمد علي أبطحي، في محاضرة ألقاها في ختام أعمال مؤتمر (الخليج
وتحديات المستقبل) الذي عقد بإمارة أبو ظبي 13/1/2004: ( إن بلاده قدمت
الكثير من العون للأمريكيين في حربهم ضد أفغانستان والعراق. مؤكدا " لولا
التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد).
كما أن الرئيس الإيراني أحمدي نجاد صرح بقوله: ( لقد تم مساعدة الأمريكان في
احتلال العراق وأفغانستان وبعد ذلك يأتي بوش وبكل وقاحة ينادي إيران بمحور
الشر)وعبر الرئيس الايراني احمد نجاد عن فرحه عندما احتل العراق حيث قال: (قد وضع
الله ثمار احتلال البلدين المجاورين لإيران وهما العراق وأفغانستان في سلّة إيران).
وكذلك فضح الله ايران واظهر بعدها عن الشعارات الاسلامية التي ترفعها بالاحداث
التي جرت وتجري اليوم على الاراضي السورية.
لقد سعت ايران من خلال رفعها للافتة الاسلام طمس هويته في البلاد المجاورة لها ،
والعراق وسوريا واليمن شهود عدول على صدق هذا القول.
2-نصرة القضية الفلسطينية: سعت ايران ان تكون البلد الاول المناصر للقضية
الفلسطينية اعلاميا، فأسست لذلك مؤسسات واتخذت يوما سنويا تحتفل به
اطلقت عليه يوم القدس العالمي وهو في يوم الجمعة في الاسبوع الاخير من
شهر رمضان لكل عام، واظهرت دعمها للمقاومة الفلسطينية، واطلقت في
ذلك العنان للخطابات الرنانة والتصريحات النارية التي لم تتجاوزها الى
الفعال ولا الى الميدان، حتى في أحلك الظروف التي مر بها الشعب
الفلسطيني في السنوات الأخيرة لم نشاهد على أرض الواقع أي تَدَخُّل إيراني
حقيقي لمناصرة هذا الشعب؛ فأثناء تَعرُّض قطاع غزة للعدوان الصهيوني
الذي دام قريباً من شهر سمع العالم كيف أن المرشد علي خامنئي أصدر
فتوى بمنع تَوجُّه أيِّ إيراني للمشاركة في الدفاع عن أهالي غزة.
وكل ما تفعله في الاعلام ما هو الا من اجل تلميع صورتها وتحسين وجهها القبيح امام
الراي العربي والاسلامي ومن ثم التغلغل فيه والسيطرة عليه فكريا، وهي بهذا تحرج
الأنظمة العربية والاسلامية السنية التي تخلت عن نصرة القضية الفلسطينية واكتفت
بالتفرج والادانة للأحداث التي تقع في فلسطين.وهو ما يسهل على ايران ان تطعن بتلك الانظمة وتثير الشعوب عليها وتخلق حالة من
النفور والكراهية وانعدام الثقة بين حكام البلاد وشعوبهم.
الا ان هذا المشروع – وبفضل الله وحده – سقط سقوطا مروعا فما عاد للشعارات
التي ترفعها ايران ادنى قيمة ولا أي أهمية؛ وذلك بسبب الاحتلال الامريكي للعراق وما
جره من ويلات على اهل السنة وما اصاب الفلسطينيين الموجودين في العراق من قتل
وتهجير وسلب للبيوت وللأموال، وما حدث في سوريا.
3-الحرم المكي والخطة الخمسينية: إن للحرم المكي مكانة خاصة وكبيرة في
نفوس المسلمين بل يفتديه المسلمون بأرواحهم وكل شيء، الا ان ايران
تجرأت على هذا الحرم واعتدت على قدسيته في سابقة لم يجرؤ عليها في
التاريخ إلا أبرهة والقرامطة!!، وهذا ان دل على شيء فإنما يدل على
الاستهانة والاستخفاف من قبل ايران بقدسية بيت الله الحرام
(1)
.
ولقد طلبت الدولة الايرانية من الدكتور محمد جواد الاريجاني - مستشار الخامنئي
وشقيق علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى - ان يكتب خارطة طريق لإيران في
المستقبل القريب والبعيد فكتب تحت عنوان: (نظرية ام القرى) يقول: في القران الكريم
ام القرى يعني مكة، ولذا ينبغي ان تكون قم هي مكة، ولهذا طرح خطة خمسينية على
خمسة مراحل كل مرحلة تنفذ بعشر سنوات ولكل مرحلة برنامجها وخططها
وتفاصيلها.
4-وزارة الجهاد والتعمير: وهي وزارة ايرانية من ابرز مهامها انها تسعى
لتشييع السنة في داخل ايران ولها نشرات دورية تعلن فيها باستمرار عن
)
1
) لمزيد من الاطلاع راجع المؤامرة على الكعبة من القرامطة إلى الخميني للدكتور عبد المنعم النمر.دخول مجموعات الى الاسلام، وتقصد بذلك اعتناق بعض السنة للمذهب
الشيعي!!
5- المذهب الشيعي البديل العالمي للفكر الشيوعي: في رسالة وجهها
الخميني الى غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفييتي سابقا (باختصار... أعلن
بكل صراحة أن جمهورية إيران الإسلامية باعتبارها أكبر وأقوى قاعدة في
العالم الإسلامي، تستطيع بسهولة ان تسد الفراغ العقدي الأيديولوجي للنظام
الشيوعي). وهنا يطرح الخميني الفكر والمذهب الشيعي كبديل عالمي
للفكر الشيوعي وكبديل يرتضيه الغرب والشرق لتطمينهم من يقظة المارد
السني وان التشيع هو البديل الذي يجب على الغرب والشرق ان يدعمه ،
ويقول خامنئي أثناء خطاب له للقوات الجوية: (سوف لن نسمح لأي قوة
أخرى سواء من هذه المنطقة او من خارجها، خاصة امريكا، لتكون حارساً
لهذه المنطقة الغنية بالنفط).
6-البعثات الطلابية، والحملات التبشيرية: نشرت مجلة التايم الأمريكية
(4/11/1991) تقول: (إن الحكومة الإيرانية ترسل الأموال والبعثات
(الثقافية) إلى بُلدان مثل: غانا و نيجيريا، وتستقبل الطلاب المسلمين من
تايلاند وبورما وإندونيسيا؛ ليتلقوا (الدراسة الشيعية) في قم.
وفي الحقيقة؛ إن الزائر لمدينة قم - العاصمة الدينية الإيرانية - يشاهد بوضوح أعداد
الآسيويين والأفارقة والمدارس الدينية التي خُصِّصَت لهم، وهي مدارس يجري إدارتها
وتمويلها من قِبَل (المركز الإسلامي العالمي) المموَّل من قِبَل وزارة الاطلاعات
(الاستخبارات).ومن ابرز الطلاب الذين تخرجوا من حوزة قم رئيس جزر القمر أحمد سامبي الذي فتح
بلاده امام النفوذ الايراني حتى ان المخابرات الايرانية كانت تحضر اجتماعات مجلس
الوزراء مما ولد حالة استياء لدى الوزراء.
اما استقطاب الشيعة العرب من العراق ودول الخليج ولبنان وحتى مصر والسودان فهو
مشهور ومعلوم اكثر.
7-شراء الذمم: في قصة يرويها الدكتور عبد الله النفيسي عن محاولة ايران
لشراء الرئيس الدكتور محمد مرسي ايام حكمه لتدلل على مدى تغلغل ايران
في المنطقة وكم من الذمم قد تم شراءها، وعن مدى نشاط ايران في
المنطقة، يقول الدكتور عبدالله النفيسي: (كنت في زيارة الى مصر ومكثت
هناك مدة والتقيت بكبار المسؤولين، ووجدت نشاط ظاهر داخل مصر
لإيران يفوق نشاطهم حتى في داخل دول الخليج، يريدون كسب مصر
يريدون اخذ مصر من العرب، ومصر تعاني في ظروفها هذه ظروف متشابكة
وخطيرة، قال لي احد المسؤولين الكبار في القصر الجمهوري في مصر –
عن زيارة صالحي وزير خارجية ايران الى مصر ليعرض عرض ايران على
مصر -: فقال صالحي للرئيس محمد مرسي: نحن نضع امامكم على هذه
الطاولة ثلاثين مليار دولار الان نقدا اذا فتحتم سفارة في طهران وفتحنا نحن
سفارة عندكم، ونضمن لكم سنويا خمسة مليون سائح ايراني، زائدا
مصانعكم المتوقفة عن الانتاج سوف نحضر لكم الخبراء الفنيين لإعادة
الحياة للمصانع التي تفوق الالفين مصنع في مصر.
فيقول له الرئيس مرسي: ماذا تريدون في بالمقابل؟
قال: نحن نريد الاتي:نريد منكم ان تسلمونا كل المساجد التي بناها الفاطميون في مصر خلال
العهد الفاطمي، سنعيد ترميمها ونحن مسؤولون عن ادارتها.
نريد جريدتين تنطق بلساننا داخل مصر.
ونريد ان نأخذ من مصر سنويا عشرين الف طالب للدراسة في قم.
فرفض الرئيس المصري محمد مرسي فك الله اسره، فلذلك تامرت ايران عليه كما ذكر
ذلك الاستاذ الراشد في كتابه الردة عن الحرية.
8-الاحزاب الشيعية: سعت ايران منذ ايامها الاول لثورتها على ان يكون لها
اذرع في كل الدول المجاورة على المستوى السياسي والثقافي والعسكري ،
فقامت بتأسيس احزاب وهيئات ومؤسسات ثقافية ودور نشر وغير ذلك ومن
ابرز هذه الاحزاب (حزب الله اللبناني) الذي اسسته ايران في وقت كانت
الحرب الطائفية قائمة في لبنان وكان الشيعة الطرف الأضعف فيها سياسياً
وعسكرياً، ليكون ذراعها في لبنان وفي عموم المنطقة وهذا ما حصل
بالفعل؛ حيث استُخدم (حزب الله)، وما زالت تستخدمه إيران هراوةً لها
تلوح بها وتهدد فقام بتنفيذه عمليات إرهابية متعددة ضد البُلدان العربية التي
لم تتناغم مع المشروع الإيراني المتمدد ووقفت بقوة بوجه المخططات
الخمينية.
وسعت ايران لتعميم تجربة حزب الله في عموم البلدان العربية والخليجية منها خاصة ،
فأسست (حزب الله الحجاز)، الذي قام بعدة عمليات إرهابية في المملكة العربية
السعودية، وحزب الله البحريني الذي قام ويقوم بين الحين والاخر بارتكاب بعض
الجرائم لإحداث القلاقل؛ وذلك للضغط على الحكومة البحرينية وبعض الدول
الخليجية، وكذلك في الكويت أسس، وفي العراق أسست وله فرعين.ولا ننسى سعي ايران الحثيث الى ايجاد موضع قدم لها في فلسطين من خلال محاولة
التغلغل بين الفصائل الفلسطينية واختراقها الا ان المحاولات لا تزال ثمرتها ضعيفة.
وغير ذلك كثير..

شارك الموضوع

إقرأ أيضًا